كيف يقرأ اليمني المواقف والتصريحات الغربية المتقلبة تجاه العدوان المستمر على وطنه ؟
حامد البخيتي
بداية إن أردت أن تعرف كيف ينظر اليمنيون إلى العدوان المستمر عليهم ، عن سببه ومسبباته،
1- بعد نجاح ثورة 21 سبتمبر الشعبية في اليمن والتي كانت نتيجة لتحرك شعبي واسع بوعي وحكمة يمانية تسعى للقضاء على الفساد وأدواته التي كانت في وعي اليمني, مشروع أمريكي, يسعى للحفاظ عليه من أجل أن يكون أداة لتغذية الصراعات الداخلية ولا يتحقق للشعب أي تنمية حقيقية يستفيد منها ، لأن الصراع الداخلي الذي أنتجه الفساد والمفسدين سيحقق لأمريكا رغبتها في الاستفادة من موقع اليمن الاستراتيجي وثرواته التي لا ينظر إليها الشعب بسبب دائرة الصراع الداخلي المغلقة والتي وضعتها لهم على يد أولئك الذين اسقطتهم ثورة الشعب في 21 سبتمبر.
2- يتذكر اليمنيون جيدا التصريحات الإسرائيلية التي جاءت عقب ثورة 21 سبتمبر ومن عدة شخصيات إسرائيلية عن تخوفهم من الثورة الشعبية التحررية في اليمن ويعتبرون تلك التصريحات السبب الحقيقي للعدوان والتي يقرأها أهل اليمن بوعيهم أنها تعني أن تبقى الوصاية السعودية الأمريكية مفروضة على الشعب اليمني الثائر عن طريق عملائهم بما يمنع اليمنيين من الاستفادة من خيرات بلادهم, ويغرقهم في مستنقع الصراعات الداخلية وسيطرة الفاسدين والعملاء على القرار وهو ما عبروا عن رفضهم له بخروج هم الواسع في الثورة الشعبية في 21 سبتمبر.
3- يتذكر اليمنيون بأن العدوان بدأ عندما كانت القوى السياسية ستصل إلى حل للأزمة السياسية عبر مفاوضات برعاية الأمم المتحدة ومبعوثها السابق جمال بن عمر، ليعزز ذلك لدى اليمنيين قناعة بأن الهدف من العدوان كان منع وصول اليمنيين إلى حل سياسي يضمن لهم دولة ذات سيادة وبدون وصاية خارجية يستفيد كل الشعب من خيرات وطنهم وثرواته الطبيعية.
مما سبق ، ومع استمرار العدوان السعودي الأمريكي الإجرامي الرامي _ في نظر اليمنيين _ لفرض الوصاية المرفوضة شعبيا، لن يتوقف هذا العدوان طالما لم يحقق فرض وصايتهم على اليمن وأبنائه ولذا فإن قراءة اليمنيين لتصريحات الدول الغربية المتناقضة والمتقلبة تجاه هذا العدوان واستمراره ماهي لا محاولات من قبل تلك الأنظمة لتشويه الحقائق أمام شعوبها أولا نتيجة للجرائم البشعة التي ترتكب في اليمن بشكل يومي وتشتيت وتضليل الشعوب العربية عن هدفهم الحقيقي من العدوان على اليمن .
وما يعزز لدى اليمنيين قانعة بأن تلك الأنظمة وما يصدر عنها ما هي الا تصريحات مضللة ليست جادة وصادقة لأنها لم تتحدث عن الحصار ولا تكترث لجرائم بشعة ترتكب في حق شعب يريد أن يبني وطنه ويستفيد من خيراته ويمنع التدخل الخارجي من فرض وصايتهم عليه, بالرغم أنها تظهر في نظر المتابع أو المطلع أنها تريد حلاً للأزمة اليمنية ووقف الحرب إيجابية .
كما أن أهل اليمن ينظرون إلى الأمم المتحدة ومؤسساتها الإنسانية ومبعوثها وما يصدر عنهم من مواقف وتصريحات لا تتحدث عن الإنسان اليمني الذي يقتل بشكل يومي, وترمي عليه أسلحة محرمة ولا عن الحصار المفروض وانعدام الدواء والغذاء والاستشفاء لشعب قوامه 25 مليون ما هي الى تظليل للشعوب وتشويشها وتمييع مواقفها وتغذية لصمتها إزاء شعب يتعرض لحرب إبادة مستمرة بدون وجه حق وتحت غطاء إعلامي كبير يضلل الشعوب ويشوه الحقائق يؤمن أهل اليمن أنها ليست لصالح اليمنيين في شيء .
مما سبق ينظر اليمنيون الثائرون بأن تلك التصريحات لا تعنيهم وأن دول العدوان لن توقف عدوانها طالما بقي اليمنيون محافظين على موقفهم من سيادة وطنهم ورفض الوصاية الخارجية مهما كانت التضحيات.
وهذا يوجب على من يريد أن يتعرف على الصمود والثبات اليمني أن يطلع عن قرب ويسمع من اليمني ولا يبني مواقفه وتوقعاته من ما يسمع من دول العدوان ووسائل الإعلام التي تتبنى مواقع المعتدين على اليمن حتى لا ي فاجأ بأن هناك شعباً لن ينكسر أو يذل أو يركع أو يقبل أن يستعبد أو تفرض عليه وصاية السعودية الأمريكية مهما كانت التضحيات مستعينا بالله وبتاريخه الإيماني النابع من تلك الحكمة اليمانية.