ن ……والقلم…علي لطف الثور ….
قليل هم الرجال الذين ينتمون إلى معدن الذهب كبشر . والإنسان في الأول والأخير معدن إما نفيس أو من ذلك الذي يُصاب بالصدأ , وهذا النوع الأخير الذي يستولي عليه ((الذحل)) كثر للأسف الشديد , ولكن يبدو ان للأمر حكمة , فكلما ارتفعت نسبة صدأ الرجال , تميز ذلك النوع المنتمي إلى معدن الذهب !!! , وهناك نوع ربما هو من الفضة ؟؟؟ . يكون السؤال البديهي : من هو رجلنا موضوع اليوم ؟ – بالتأكيد لا يهمني من أين يكون علي لطف الثور , ولمن ينتمي عرقيا , مذهبيا , طائفيا , مناطقيا , يهمني انني ما ازال وكثيرين يكنون له احتراماً بلا حدود, من محمد عقلان الشيباني رحمه الله إلى ابن الزبير الشاعر واللغوي المجيد ومن أكثر الرجال طهارة نفس , محمد يحيى الزبير مات كرامة وعزة , مات جوعا لأنه لم يكن يمد يده , يمدها فقط في حالة واحده حين تصدح نفسه النقية بالكلمة الشاعرة المعبرة عن التطلع إلى الحياة الأفضل , والتي من فضل الله على الإنسان أن رب العباد استعاد الأمانة فذهب ابن الزبير قبل أن يدنو من هذه الربوع زمن آخر لا لون له , ما يزال يتخلق , لا تدري أي مولود سيلد وإن كانت المؤشرات تشي بشكله من الآن !!! .
علي لطف الثور عندما تسال عنه أين هو ؟ فسيكون الجواب في البيت , وهو المكان الطبيعي للرجال الذين يحترمون أنفسهم !!! , هكذا تعودنا من الرجال الكبار قامة وقيمة أن يقدروا النفس حق قدرها فيعودوا إلى بيوتهم , يلزمون الصمت ليس جبنا بل اضطرارا نبيلا خاصة في اللحظات التي تصاب الأسماع بالصمم . أعرف علي لطف الثور من هذا النوع من الرجال ويهمني هنا أن اكتب عنه لكي يرتسم في الذاكرة الجمعية لأولادنا قبل أن تمتلئ بأخبار المعارك والحروب وصور الرشاشات الاتوماتيكية التي أضحت لعبة تمارس في بيوتنا وشوارعنا حيث حل (( الآلي )) محل القلم !!! . في الذاكرة إن علي لطف الثور كان ذات حكومة وزيرا للاقتصاد هذا إذا هي ذاكرتي حية , ووزير خارجية في حكومة أخرى , وكان في مؤسسة الأسمنت وفي البنك اليمني وفي وزارة الخزانة والتنمية, وليس مهما إن أخطأت في تعداد بعض المواقع التي تولاها , فالأهم أن أعيد الرجل إلى الواجهة باعتباره واجبا عليّ , فالناس الكبار ومن ينتمون إلى معدن الذهب أحس أن قلمي مسؤولا بطريقة ما أن يسلط الضوء عليهم ليلمعوا من جديد , إذا قدِر للشباب تحديدا , وأولئك الكبار الذين لا يزالون يعانقون الكلمة قراءة أن يقرؤوا , أنا شخصيا احترم هذا الرجل وخاصة لحظة غيابه, فبعض التواري يكون له معناه الخاص , ويفترض أن يُقرأ قراءة أخرى غير تلك التي تقصي هؤلاء من الذاكرة, وهؤلاء حين يتوارون يكبر الاحترام لهم , في مفترق وطني ربما يأتي من يقول عليهم أن يظهروا , أقول أنا : لا ….فالتواري أحيانا كالصمت في وقته يكون أبلغ معنى ويكون من الذهب ….خلاصة الأمر والمقصد أننا نرفع أيدينا اشارة احترام وتقدير للرجل علي لطف الثور , أقول : ما نزال نذكرك ونضعك في قائمة الرجال المحترمين ……………….