محـاولات يائسة لإجهـاض الحـلم اليمـاني..
كتب/المحرر السياسي
لم تتعرض أية ثورة في التاريخ المعاصر مثل ما تعرضت له الثورة اليمنية منذ انطلاقتها مطلع ستينيات القرن المنصرم وحتى اليوم من مخاطر وتحديات ومؤامرات بأشكال وأدوات وأساليب متعددة حيث أن العدوان الغاشم من قبل مملكة آل سعود المستمر كان –ولا يزال- يستهدف حلم اليمانيين في التحرر من الاستبداد والظلم.. ومن ثم التأسيس لواقع جديد يتماشى مع متغيرات العصر ويلبي الطموحات في بناء منظومة متكاملة من القيم التعددية الديموقراطية التي تمثل بالنسبة لمملكة آل سعود كابوسا يهدد مملكتها الرملية وتحصيناتها الإرهابية! وإذا كان شعبنا يحتفل اليوم بالعيد الـ53 لثورة سبتمبر المجيدة وقد استطاع خلال العقود المنصرمة الانتصار لخياراته الحضارية فإنه يكون قد تغلب على مجمل تلك التحديات خاصة وأن اليمنيين باتوا قاب قوسين أو أدنى من امتلاك قرارهم الوطني المستقل بمعزل عن أملاءات النظام السعودي الذي حاول جاهدا ومستميتا إيقاف عجلة التطور في هذا البلد.. وهو ما يفسر حجم وشراسة العدوان السعودي– الخليجي الذي أهدر –ولا يزال- مليارات الدولارات من ثروات أشقائنا في نجد والحجاز وباقي المشيحات الخليجية مقابل شراء العتاد العسكري الغربي وذمم المؤسسات والشرعية الدولية منذ أكثر من ستة أشهر على هذا العدوان الهمجي في مقامرة فاشلة سلفا.
والحقيقة إن التوافق بين مختلف القوى والمكونات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني على صيغة مخرجات المؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة قد قض مضاجع آل سعود وأعداء مسار التحول الذي أختطه اليمنيون منذ فجر الثورة والاستقلال وانجاز الوحدة اليمنية 1990م التي اقـترنت بالتعـدديـة السياسية والإعلاميـة فضـلا عن مجمل خطوات التأسيس لمشروع النهوض الوطني الشامل وهو الأمر الذي زاد من حنق أعداء هذا الشعب وذهب بهم إلى تنفيذ مخطط إعادة إدخال اليمن في شباك خيارات تدمير ممنهج لقدراته وإمكاناته ومحاولة إعـادته إلى حظيرة بيت الطاعـة.
ومن المؤسف حقا أن يتناسى أشقاؤنا في الجوار الجغرافي الخليجي حقائق التاريخ التي تؤكد على الدوام بأن طبيعة العدوان مهما كان حجمه ومبرراته مآله الفشل الذريع خاصة وقد غاب عن ذاكرة هؤلاء الحاقدين أن اليمن ليس طارئا على هذه الجغرافيا وأن أبناءه ليسوا وافدين فضلا عن أن الوقائع والدروس المستفادة ماضيا وحاضرا تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على شجاعة واقتدار هذا الشعب الذي صنع ملاحم بطولية منذ فجر الإسلام ونشره راية الدين في أصقاع الدنيا.
ومن نافلة القول أن شعبا يتحلى بهذه الخصال قادر على إسقاط هذا العدوان ويدحر مؤامرة إجهاض الثورة اليمنية بآفاقها ومساراتها ومحطاتها مهما كانت الكلفـة التي يتحملها أبناء هذا الوطن طال الزمن أو قصر.. وليس ذلـك على الله ببعيد.