لحظة يا زمن.. الطاهش

لم تراع حالته الاستثنائية, كونه “متيتم ووحيد” وفي حاجة قصوى إلى الحنان.
والحقيقة أنها لم تأخذه على غرة تكتكت بطريقتها اللولبية استخدمت معه طريقة الطاهش في البدء ظهرت عليه فجأة فأفتجع وذهبت في جولة فرح كانت لديه الفرصة ـ في هذه الحالة ـ ليفر بجلده لكن الفجعة دوخت به فظل مكانه.
حين عادت وجدته في نفس المكان.
فكان الفريسة بعدها استعملت معه طريقة “العريج” تشممت رائحته فوقف كالمذهول والمخبول دهفته فوقع على أطواله تردفته على عدنها وسارت نحو “حيد الغدير”.
استفاق على الغدرة.. دعك عينيه وبعينيها البارقتين.
أضاء الكهف المسحور.
توالى الزمن عليهما جولات ولفات.
كانت معه حسية وعنيفة فوق اللزوم.
ورغم ذلك فلم يبتهج قلبه ولم تشتعل دروب النفس بالضوء المشع.
شيء ما كان يوجعه.. في الداخل الزوايا الخالية في مشاعره.. لم تملأ.. وكان يحن للضوء والشمس.
أسقيته لبن الابل في مواسم الشتاء وعسل النحل البري.
تباطأ.. دوران الزمن في الجولات واللفات.. استغربت لشروده وصمته.. وذهاب أفكاره نحو البعيد.
رحمت حاله.. وقالت له: أنت بحاجة إلى حنان.. دورلك أم تحدفك.
حملته فوق عدنها إلى نفس المكان.. ورحلت لتتركه يبحث عن الحنان.

قد يعجبك ايضا