مريكا تسخر من الضعيف وتحتقر العملاء
أثبتت السياسة الأمريكية على مدى أكثر من نصف قرن أنها كانت وستظل تسخر من الضعيف وتحتقر العملاء, رغم أنها تستخدم الاثنين من أجل مصلحتها, والعجيب هو أن الغالبية العظمى من رؤساء وحكام العرب لم يتعلموا من دروس التاريخ ولم يستفيدوا مما جرى لأمثالهم من احتقار وسخرية, فبالنسبة لاحتقار أمريكا للعملاء حتى وإن كانوا مخلصين جدا لها والأمثلة كثيرة جدا, وسنكتفي بمثالين حدثا في الزمن القريب, وهما “زين العابدين بن علي” رئيس تونس السابق, و”محمد حسني مبارك” رئيس جمهورية مصر العربية سابقا, اللذان كانا من أكثر وأخلص العملاء لأمريكا والكيان الصهيوني خاصة “مبارك” صنع لهما ما لم يصنعا لشعوبهما وماذا كانت النتيجة عندما انتهت صلاحيتهما, تركتهما لمصيرهما ولم تكلف نفسها أن تقوم بتأمين خيمة لأي منهما في أي جزيرة نائية, بل تخلت عنهما تماما, فأمريكا تعامل عملاءها الخونة كما نتعامل نحن مع “علبة العصير” التي ما إن تكون مملوءة نحافظ عليها بل ونقوم بمسحها بالمناديل ,لكن عندما نتناول العصير ونفرغ محتواها نقوم وبسرعة برمي العلبة الفارغة في سلة النفايات, أمريكا بالمثل عندما تنتهي مصلحتها من العملاء تقوم برميهم في قمامة التاريخ … أما بالنسبة للضعفاء والأغبياء فتتعامل معهم بسخرية وتتلاعب بهم من حيث لا يشعرون وأعظم مثال على ذلك هو تعاملها مع حكام الخليج وبالأخص أسرة آل سعود, التي تلاعبت بها على مدى سبعين عاما, وسخرتها من أجل مصلحتها فقط دون أن تعبأ بمصلحة هذه الأسرة أو شعبها, كيف¿ إننا جميعا نعلم أن أمريكا تعتبر أكبر حليف لكل من الكيان الصهيوني وأسرة آل سعود, لكننا لو قمنا بعمل مقارنة بين تحالفها مع الكيان وتحالفها مع آل سعود سنجد اختلافا كبيرا جدا, ولا يوجد تشابه بينهما, فتحالف أمريكا مع الكيان تحالف قوي مع قوي قائم على مصالح استراتيجية بعيدة المدى لكل منهما, لذلك لم يقتصر دعم أمريكا للكيان على المال والسلاح فحسب, بل إنها تقدم دعما يضمن لدولة الكيان الديمومة والأمن والاستقرار لأجيال قادمة وذلك عن طريق منحها الخبرات اللازمة في المجال الاقتصادي والعلمي والصناعي حتى أصبحت دولة تسابق الدول الكبرى في هذه المجالات وغيرها, ولا يهمها أن يرتفع سعر النفط أو يهبط, بل وصل الأمر بدعمها حتى أصبحت أول دولة نووية في الشرق الأوسط, ليس هذا فحسب بل فتحت المجال لليهود في أمريكا وشجعتهم ودعمتهم حتى أصبح لهم نفوذ في كثير من المؤسسات الاقتصادية والعلمية والإعلامية, حتى أصبح لهم “لوبي صهيوني” داخل الولايات المتحدة له تأثير حتى على القرار الأمريكي, ويتم عمل ألف حساب لهم في الانتخابات الأمريكية, وبالطبع حتى وإن كان هؤلاء في أمريكا يحملون الجنسية الأمريكية, إلا أنهم يحملون الولاء للكيان ويقدمون الدعم اللامحدود لدولة إسرائيل, سواء كان ماديا أو إعلاميا أو سياسيا, باختصار تحالف أمريكا مع الكيان ليس تحالفا زمنيا أو مؤقتا بل تحالف دائم يضمن لإسرائيل الاستمرار بتأسيس مقومات الحياة فيها لأجيال وأجيال … في المقابل لو نظرنا إلى نوع التحالف بين أمريكا و”الكيان السعودي” سنجد أنه تحالف على نقيض التحالف الأمريكي الصهيوني, فهو تحالف القوي الذكي مع الضعيف الغبي, تحالف يصب كله في مصلحة القوي والذكي وهي أمريكا التي استغلت الغباء بحصولها على النفط وأيضا على أموال النفط, إما عن طريق صفقات السلاح أو عن طريق الإيداع للمدخرات الخاصة والعامة في بنوك أمريكا, والتي لها دور كبير في تنمية الاقتصاد الأمريكي, مقابل ماذا¿ مقابل الحماية وضمان استمرار هذه الأسرة في الحكم, لكن هل كلفت أمريكا نفسها بتقديم النصح لهذه الأسرة بأن النفط قد ينتهي وأن عليها أن تستثمر أموال النفط في التنمية الاقتصادية والعلمية بشتى مجالاتها كي تؤسس لنفسها لبنات دائمة تضمن لها الاستمرار في الحياة وكذلك للأجيال القادمة.
وهل فتحت أمريكا المجال للسعوديين في الولايات المتحدة كي يكون لهم نفوذ كما اليهود! فكما هو معروف أن السعوديين في أمريكا وأوروبا إما تاجر أسلحة أو يبحث عن المتعة والراحة وهنا عليه الدفع وعلى أمريكا توفير وسائل المتعة والراحة … وهاهي هذه الأسرة تجني ثمار ضعفها وغبائها بمواجهة عجز في الميزانية ولأنها تعتمد على أكثر من 90% على النفط, فالدراسات التي أعلنها خبراء عالميون في الاقتصاد وكذلك تقارير صندوق النقد الدولي أن السعودية تواجه عجرا كبيرا في ميزانيتها وستواجه الإفلاس في المستقبل حتى وإن كان النفط موجودا, لكن ما حصل من هبوط كبير وسريع في أسعاره من 110$ إلى 40$ وهذا الهبوط من الممكن أن يصل إلى سعر 20$ للبرميل في القريب العاجل, خاصة بعد أن تأخذ إيران حصتها في الأوبك ويزيد إنتاجها, ليس هذا فقط بل إن أمريكا لم تسمح لأسرة آل سعود أن تستثمر أموالها في أي دولة عربية أو إسلامية, فلو على سبيل المثال قامت هذه الأسرة باستثمار بضع مليارات من الدولارات في السودان والصومال واليمن, هذ