“ماذا عن احتمالات التدخل البري المصري باليمن…وهل تنجح ضغوط الرياض بجر مصر إلى المستنقع اليمني ¿!”

ما يجري اليوم بسيناء وببعض المدن المصرية من استهداف ممنهج للجيش والقوى الأمنية المصرية يؤكد أن المرحلة المقبلة بالداخل المصري المضطرب امنيا ستشهد مزيدا من التعقيدات الأمنية وخصوصا مع ظهور علامات ومؤشرات واضحة على نسج خيوط مؤامرة واضحة تسعى لجر واستنزاف الجيش المصري وإغراق مصر كل مصر في جحيم الفوضى لتكون هي النواة الأولى لاستنزاف الجيش المصري وهنا لنعترف جميعا بأن استراتيجية الحرب التي تنتهجها بعض القوى الدولية والإقليمية على الدولة المصرية ومن خلف الكواليس بدأت تفرض واقعا جديدا وإيقاعا جديدا لطريقة عملها ومخطط سيرها فلا مجال هنا للحديث عن دور السياسة الداخلية بمصر وتأثيرها بالأزمة الأمنية المصرية فما يجري الآن على الأرض المصرية ما هو إلا حرب استنزاف للجيش المصري .
اليوم عند الحديث عن عودة احتمالات تدخل مصر عسكريا باليمن يجب الانتباه إلى تحديات الداخل المصري الأمنية فهناك حقائق موثقة بهذه المرحلة تحديدا تقول إن الدولة المصرية بكل أركانها تعصف بها بهذه المرحلة عاصفة من العمليات الإرهابية الممنهجة وهذه الحقائق نفسها تقول إن هناك اليوم مابين 22إلى28الف مسلح “راديكالي” مصري وغربي وشرق آسيوي وشمال أفريقي ومن بعض الدول الخليجية وغيرها من البلدان والمنظمات المتطرفة يقاتلون بشكل كيانات مستقلة داخل مصر في سيناء وما حولها وفي بعض الدول العربية وشمال افريقية في ليبيا وتشاد وغيرها من الدول المجاورة لمصر وهؤلاء بمجموعهم هدفهم الأول والأخير كما يتحدثون هي مصر وما حوادث سيناء الأخيرة وحادثة الأقباط المصريين بجنوب شرق ليبيا إلا رسالة أولى من هذه المجاميع الرديكالية إلى مصر بأنهم قادرون على إيذاء مصر بكل أركانها وان حرب مصر مع هؤلاء هي حرب طويلة ولن تقف عند حدود سيناء ولن تنتهي عند حدود ليبيا وتشاد.
ونفس هذه الحقائق تقول إن هناك اليوم مابين 6إلى8 آلاف “مسلح مصري” يقاتلون الجيش العربي المصري بسيناء وما حولها من بلدات ومدن مصرية ورغم استمرار حملة الجيش العربي المصري الأخيرة في وجه كل البؤر المسلحة بسيناء وما حولها وتوسع عمليات الجيش إلى خارج الحدود المصرية “ليبيا ” يبدو واضحا أن العمليات المسلحة لهذه المجاميع المسلحة بدأت تأخذ طابعا تصاعديا بنهجها وطريقة عملها المتطور فهذه المعادلات الأمنية التي فرضت على مصر مؤخرا تؤكد بما لا يقبل الشك أن مصر مقبلة على حرب دموية طويلة مع هذه التنظيمات المسلحة قد تمتد لأعوام.
مجموع هذه المحددات الأمنية التي تواجه مصر داخليا وفي بعض دول محيطها العربي والأفريقي بدأت تلقي بظلالها وبتداعياتها مؤخرا على صانع ومتخذ القرار العسكري المصري وخصوصا بعد الحديث عن دور مصري بري محتمل في الحرب العدوانية السعودية على اليمن ومعظم هذه الأحاديث تصاغ على احتمال ومؤشرات توحي بقرب تدخل مصري بري باليمن ولكن بالجانب الآخر هناك مؤشرات كبرى تؤكد أن هناك مزاجا شعبيا مصريا رافضا لهذا التدخل وهو قادر على الضغط على صانع ومتخذ قرار التدخل أن حصل وبذات الإطار فمجموع التحديات الأمنية التي تواجه مصر اليوم تؤكد أن مصر غير مستعدة اليوم للدخول بمغامرة جديدة أخرى بالمنطقة وخصوصا باليمن التي لها فيها تجربة مريرة بعد خسارتها لأكثر من 15الف جندي مصري مابين عام 1962وعام 1967م وذلك بسبب تدخلها باليمن لدعم طرف على حساب طرف آخر وتجربة مصر بذلك الحين تشبه إلى حد ما تجربة مصر المحتملة اليوم باليمن مع تغيرات جذرية لطبيعة المعركة وحلفاء المعركة بين تلك الحرب والحرب المحتملة اليوم .
بهذه المرحلة تحديدا هناك معلومات تؤكد أن هناك متغيرات وعوامل جديدة دخلت إلى حساب المعادلة التركيبية المصرية الخاصة بقراءة مستقبل الحرب على اليمنوهنا نستطيع أن نقرأ أن احتمالات تدخل مصر باليمن عسكريا هي احتمالات بدأت تتراجع نسبها يوما بعد يوم رغم كل الأحاديث الإعلامية التي تتحدث عن تدخل بري مصري محتمل باليمن بالأيام القادمة بل الواضح أكثر اليوم أن هناك لوبيا مصريا رسميا تشكل مؤخرا بدأ بالضغط على صانع ومتخذ القرار المصري للاتجاه إلى الخيار السياسي والداعي إلى إنهاء الصراع باليمن عن طريق جلوس كل الأطراف اليمنية على طاولة الحواروهذا الخيار يبدو أنه بدأ يدرس من جانب صانع القرار المصري كخيار بديل عن التدخل البري المصري باليمن غير مضمون النتائج .
ختاما إن معظم المؤشرات القادمة من القاهرة اليوم تؤكد حتما أن تضامن مصر بكيانها الرسمي مع الرياض بحربها العدوانية على اليمن هو تضامن بدأ يتغير تقريبا بشكل بطيء والذي تغير اليوم هو أن شكل هذا التضامن بدأ يفرض وجوده وبقوة على طاولة متخذ القرار المصري ولكن السعوديين ينتظرون اليوم قرارا مصريا سريعا وحاسما لطبيعة وشكل هذا التضامن والمأمول بالرياض هو أن تتجه مصر نحو التدخل البري باليمن نيابة عن السعوديين والسؤال هنا هل سيج

قد يعجبك ايضا