القوى السياسية ومواقفها المتخاذلة مع الوطن

الفكر المستنير والرؤى الاستراتيجية والولاء والحب للوطن والشعب والتوافق على المصلحة الوطنية العامة.. والقبول بالآخر وتقديم التنازلات من كل القوى والأحزاب والتنظيمات السياسية ونخبها السياسية والحزبية وكل القيادات الوطنية الفاعلة على الساحة اليمنية هي من تضع الإنجازات وتحقق ما يصبو إليه أبناء الشعب من البناء والتنمية والنهوض الحضاري في كافة المحالات العامة والخاصة.. وتجعل من تلك القيادات والشخصيات الاجتماعية والوطنية محل إعجاب وتقدير وثقة أبناء الشعب باعتبارهم من أصحاب الكفاءات ورجال المسئووليات ومن القيادات الوطنية التي خدمت الوطن والشعب والبصمات الوطنية المشهودة على أرض الواقع والملموسة عند كل أبناء الوطن, إلا أن ما شهدته بلادنا وأبناء شعبنا اليمني خلال السنوات الماضية من عمر العملية الديمقراطية والسياسية.. وما مرت به اليمن من أحداث وتداعيات ورهانات سياسية وحزبية لبعض القوى السياسية وتحديدا منذ العام 2011م وخلال السنوات الأربع الماضية من عمر التغيير والتداول السلمي للسلطة في بلادنا من أحداث وتداعيات وظروف أمنية وأوضاع صعبة أدت إلى واقع يمني صعب في أوساط المواطن اليمني البسيط وتدخلات في الشؤون اليمنية من قبل بعض الدول الخارجية وعدوان سعودي أمريكي وعربي على بلادنا وشعبنا اليمني منذ أكثر من أربعة أشهر من قصف وتدمير وخراب كل المقدرات والمجالات والمرافق الوطنية العامة والخاصة نتيجة الاختلاف لأطراف القوى والحوار الوطني ورهاناتهم على تحقيق المصالح الشخصية والفردية, وكذا وجود بعض الأجندة الداخلية تعمل لصالح أجندة خارجية تسعى إلى تحقيق أهداف الغرض منها خلق الفوضى والعنف والانقسام في أوساط أبناء شعبنا وجعل بلادنا تحت الوصاية الخارجية.. في ظل المواقف المتخاذلة للقوى السياسية في داخل الوطن وفي خارج الوطن والمتواجدة حاليا في أرض الرياض تجاه هذا العدوان وإيقافه وكذا إيجاد الحلول لإنهاء كل الأحداث والمواجهات والظروف الأمنية والاقتصادية التي يمر بها المواطن اليمني في الوقت الحالي الأمر الذي اتضح بكل جلاء حقيقة العمالة والخيانة والفشل الذريع لكل تلك القيادات عن تحمل المهام وعدم وجود الولاء لهذا الوطن والشعب والعمل لصالح أجندة خارجية وأموال تحصل عليها من تلك القيادات الخارجية مما جعل الشعب يفقد الثقة في تلك القوى في إيجاد أي مواقف تذكر حيال الوطن وأوضاعه الصعبة التي يمر بها هذه الأيام.. والسير نحو تحقيق اليمن الجديد والدولة اليمنية الحديثة التي كان يتطلع إليها أبناء شعبنا اليمني في المرحلة الانتقالية الجديدة…
ومما تقدم فإن تقاعس القوى الوطنية وأطراف حواراتها السياسية عن الوطن وما يشهده من عدوان سعودي وأحداث في الداخل كشف حقيقة الزيف والرهان والارتهان إلى الخارج ولم يعد يعول عليهم أبناء شعبنا أي حلول أو مواقف.. والقرار اليوم بيد أبناء شعبنا اليمني الصامد والصابر على كل الأحوال والظروف والمعاناة اليومية التي يمر بها وفي كل المجالات والمرافق والخدمات الوطنية العامة والخاصة.

قد يعجبك ايضا