تبتú هذه الأيادي…!!
ليس في اليمن مسجد سني وآخر شيعي لكنها المؤامرة.. المؤامرة التي جعلت داعية دعي لا يخجل من القول أنها حرب طائفية وإذا لم تكن طائفية جعلناها طائفية!!!
وليست جرائم تقسيم مساجد الله قبل الانتحار بين صفوف المصلين رغبة في قتل وإصابة العشرات والمئات إلا حلقة في سلسلة قتل أبناء الوطن الواحد وتصنيفهم إلى شياطين وملائكة كأرضية لإراقة الكثير من الدماء في متواليات نازفة.
لم تكن جريمة جامع المؤيد بأمانة العاصمة هي الأولى ولن تكون الأخيرة من قبل من قرروا أن تتحول مساجد الله إلى ساحات لارتكاب المذابح في المصلين لا استرخاصا لدماء أبناء العقيدة الواحدة والوطن الواحد فحسب وإنما اعتبار كل مذبحة شكلا من أشكال التقرب إلى الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأما بعد تبت الأيادي المتلطخة بدماء اليمنيين بمختلف المواقع وفي مقدمتها بيوت الله لا غنى عن تذكير كل من لا يزال في رأسه شيء من دماغ وفي قلبه شيء من دين وفي صدره شظايا من ضمير بأن الإسلام ليس دينا لتفجير العبوات والأحزمة الناسفة في صفوف عباد الله من المصلين والمسعفين وإنما هو دين الرحمة والمحبة ودين القلوب الرحيمة الخاشعة والعقول الواعية والضمائر الحية.
ثم إن للمساجد حرمتها حتى في تصرفات لا تمثل شيئا أمام جرائم قتل المصلين الراكعين الساجدين على ذلك النحو الذي يحصد الأرواح والأشلاء وارتكاب ذنوب لا تغسلها الأمطار ولا البحار حيث هذا النوع من الأعمال إجرامية تعافها حتى الوحوش المفترسة.
عندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم رجلا ينشد ضالته في المسجد وينادي على شيء ضاع منه قال له “لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا” لأن المساجد أماكن للعبادة يأتي إليها المصلون ليتقربوا من ربهم ويناجونه ويعيشون في حصن عنايته ورحمته حتى قال أحد الصحابة “كنا نخلع أمر الدنيا مع نعالنا” حتى صار من آداب الجلوس في المسجد أن يجلس الإنسان حيث ينتهي به المجلس فلا يتخطى الرقاب فكيف يصل بهؤلاء حال الإطاحة بعشرات الرقاب حيث يقتلون عباد الله المسلمين الموحدين مدفوعين بالتحريض السيئ والظنون الأسوأ.
ما يؤلم القلب ويعبث بالعقل والضمير أن من تأسس مكونهم النفسي على القتل والانتحار يعتقدون بسلامة من أعطوهم تفويضا لقتل وإصابة العشرات والمئات من المصلين ما يثير السؤال حول مسؤولية من تبقى من العلماء في رد هؤلاء إلى دينهم وإلى إنسانيتهم.
إن منهج الله العظيم العدل الرحيم يحفظ على الإنسان نفسه وماله وعرضه وعقله فما لهؤلاء ينتحرون ليقتلوا أكبر عدد من عباد الله في مساجد الله ولا يراعون في الركع السجود إلا ولا ذمة ولا حياة.
لقد افتقدنا منذ حلت ببلادنا كارثة الجرائم الانتحارية في مساجد اليمن المئات من المصلين الأبرياء تحت نزعة ظاهرها المذهبية وحقيقتها تنفيذ أجندة تستكثر على هذه الأمة الحد الأدنى من السلام والأمان كلازمة لأي حياة إنسانية حيث لا تستقيم الحياة في وجود هذه الدماء وهذا الخوف والترقب وهذا النزيف القيمي الذي لا يدرك منفذوه والمحرضون عليه أن مثل هذه الجرائم الكبيرة لا تسقط. وأنها بما تتركه من مظلومية لأيتام وثكالى وأرامل لا تلغي حقيقة أن من الثلاثة الذين لا ترد دعوتهم دعوة المظلوم التي يرفعها الله فوق الغمام فتفتح لها أبواب السماء ويقول الله جلت عظمته وتعالى عدله “وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين”.
حسبنا الله ونعم الوكيل.. ودائما .. العاقبة للمتقين.