تقطيعات

 -   هي تعشق الليل إلى حد الذوبان فيه والليل يأخذها في دروب الهوى يفتح لها الأبواب المق

< هي تعشق الليل إلى حد الذوبان فيه والليل يأخذها في دروب الهوى يفتح لها الأبواب المقفلة وييسر لها المسالك تغوص في بحر الليل تود أن تغور إلى الأعماق لكن الظروف والمصادفات لا تسهل لها الغوص إلى الأعماق.
لا تملك المهارات الكافية حتى تهبط إلى العمق ينقطع النفس سريعا تصعد إلى السطح يقولون لها :
– خذي راحة حتى تتمكني من الغوص الكامل ويكون بمقدورك الوصول إلى اللؤلؤ.
حاولت وتحاول حسب النصيحة لكن النفس بطبعه لديها كان قصيرا.
تقتلها الرغبة في التجاوز تحاول العمق وتعود خاسرة كالعادة.
{ غاب المكان عنه بمجرد الابتعاد خطوات لم يكن قد استدار حتى يلقي عليه النظرة الأخيرة ويتفرس في ملامح الأشياء المحيطة.
كان كل شيء قد غاب وانمحى تماما وكأن ممحاة قد دخلت الخط وتطوعت تلقائيا من ذاتها وبدافع إسداء خدمة وحيدة وأخيرة لم تحاول الأشياء حينها المحيطة بالمكان أن تؤديها ولو من باب الشفقة على الأقل وهكذا فقد وجد نفسه يندفع بدون استدارة كما يفعل الناس وهم يودعون الأمكنة.
ذهب بعيدا وذاب في مدى النظر لا أحد في ذلك المكان الذي تركه وبلا رجعة وغادره غير آسف على شيء سوى حسرة ظلت تأكل كبده طوال ما كان ملتصقا في ذلك المكان اللعين.
حسرة انطفأت بمجرد الابتعاد بعض خطوات لم تخطها قدمه بل خطتها النفس.

قد يعجبك ايضا