محمد عبد الله الصغير …
ن ………….والقلم
عبد الرحمن بجاش
حين تدنو بناظريك من جهة جوحان في منطقة قدس , وخاصة أيام الخضيرة , فستسافر عيناك في واد يمتد بين مد وجزر من تلك النقطة حتى النقطة التي تشرف من الموكب على المصلى حيث غنى سعيد الشيباني (( يا نجم يا سامر )) , من قرية من تلك القرى المفنتشة كحبات اللؤلؤ والمذرذرة على صفحة الخضرة التي لا تنتهي حتى الأفق جاء محمد الصغير , ومنها انحدر نحو البحر ككل الرجال الباحثين عن الكرامة لقمة تدخل إلى بطونهم بردا وسلاما وعرقا بذلوه في كل الطرق ومنحنيات الحياة شرف ما بعده شرف . ومبكرا كان الرجل ككل الرجال من كل اليمن الذين ذهبوا بحلمهم إلى عدن ينضم إلى الحركة الوطنية التي عبرت عن نفسها وطنيا أول ما عبرت من عدن , من الموشكي إلى الزبيري ونعمان وحيدرة والكحلاني والمروني والعيني وكل فصوص الدر في كلية بلقيس وما بينها وما قبلها وما بعدها ,والى تعز حمل محمد عبدالله الصغير حلمه كما حمله شباب الاحمديه والحرس الوطني من عند المقري إلى مرغم والحيمي وطشان والطويل وآخرون كثر كانوا بحجم اليمن . في تعز شفته عن قرب فعلي شقيقه كان زميل المدرسة وهم في الأخير نلتقي بهم في منطقة قدس كاهل وأصحاب . في تعز وعلى مستوى الوطن اليمني ظل الصغير يعمل من أجل حياة أفضل مثل الآخرين , ولان اللقمة الشريفة وطن كامل , والسعي إليها جزء هام وأصيل من النضال العام في سبيل حياة عامة فقد عمل وإخوته على أن يؤسسوا للقمة الكريمة دولة وأي دولة خاصة بعد أن رأى العمل الوطني يتحول إلى أي شيء آخر إلا أن يكون عملا وطنيا , فأصبحوا بالجهد والعرق أصحاب عنوان أصيل منه تخرج الكهرباء تنير الطرقات والشوارع تحمل اسم آل الصغير , اختار الرجل الضوء هو وإخوته لينير الطريق الطويل , يشار إلى نجاحهم الآن بالأصابع الكريمة التي تدرك معنى أن يكون لك رزق مواز لنضالك العام كما نصح النعمان الابن عمه اللواء الاكوع (( فليكن لك رزقا شريفا موازيا ليظل صوتك عاليا )) من أجل وطن ما نزال نحلم به , يحمل في أعماقهم أحفاد أولاد الصغير إضاءة ملونة لوطن ربما يراه أحفادنا ويقرأون حروفنا ذات يوم مبشرة به ومتمنية قدومه حصارا للتخلف الذي يقتلنا في اليوم مليون مرة . النجاح الذي حققه أولاد الصغير ويواصله أحفادهم يعطي صورة جلية لمن يريد أن يبني وطنا حرا كريما نتمناه لأولادنا وأحفادنا , رحم الله محمد عبدالله الصغير علامة من علامات الشرف والكرامة الشخصية التي هي انعكاس لشرف وطني نرجوه .
