الإخوان.. والميكافيلية¿

أحمد يحيى الديلمي
منذ تحول الوطن اليمني إلى مسرح للعدوان السعودي البربري الغادر والعدو يتفنن في القتل والتدمير ويقترف أعمالا يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان.
من ذات اللحظة وأنا أحاول التواصل مع من أعرف من الصحفيين والمثقفين السعوديين لمعرفة موقف هذه الفئة من الحرب البربرية العبثية الغادرة.
تأكدت هذه الرغبة على خلفية الصدمة الكبيرة التي أصبنا بها بفعل مواقف وفتاوى علماء السلطة ممن سوغوا العدوان وأعطوه شرعية وقدسية دينية لا وجود لها إلا في أذهان هذه الفئة الضالة التي تتمسح بالدين وتتاجر به.
يبدو أن الصديق الصحفي “م ن ف” تنفس الصعداء مؤخرا اتصل بي من دولة عربية بعد أن غادر أقبية الخوف.
انطلق في الحديث يلخص المشهد الراهن في المدن السعودية قال: اعذرني لم أستطع التعاطي معك في الحديث في الاتصال السابق كل شيء عندنا مراقب أنا أعرف أن العدوان همجي سافر لا يمتلك أي شرعية هذا ليس رأيي فقط لكنه الموقف الحقيقي لما يزيد عن 60% من أبناء نجد والحجاز والنسبة المتبقية موزعة بين من وقعوا في براثن التضليل وتزييف الحقائق صدقوا التحليلات والأخبار والفتاوى الكاذبة التي تحاصر أذهان البسطاء لإقناعهم بأن ما يجري في اليمن عمل إنساني في المقام الأول إلى جانب كونه بطولات خارقة تصد إيران وتواجه رغباتها التوسعية والفكر الرافضي الذي يحاول السيطرة على الحرمين الشريفين هذا الخطاب ضاعف المخاوف ووجد آذانا صاغية فلقد لا مس الهاجس الحاضر في وجدان كل مسلم مما ما ضاعف حماس البعض لمباركة الحرب.
أما البقية الباقية فهم من دهاقنة السلطة ممن ارتضوا العيش على فتات الموائد وقبلوا الهوان هذه النسبة بدأت تتضاءل بفعل الصمود الأسطوري والمعنويات العالية لدى أشقائنا في اليمن.
يتوقف قليلا ثم يستدرك:
يا أخي ما أثارني إلى حد الذهول ليس موقف أصحابنا ممن وقعوا تحت طائل التضليل.
ما أدهشني كثيرا وأصابني بالرهبة وخيبة الأمل موقف أصحابكم إخوان اليمن لا أقصد من هم في الرياض بل من التقيتهم في القاهرة واسطنبول البعيدين عن لهب الاتباع والتأثر المباشر مع ذلك يدافعون عن العدوان إلى حد الاستبسال كل واحد يجتهد في ابتداع المبررات لإقناع المتلقي أن ما يجري مكرمة إنسانية هدفها إنقاذ اليمن واليمنيين من خطر داهم يهدد وجودهم لذلك بادرت إلى الاتصال بك لم أستسغ فكرة أن مكونا سياسيا يمنيا يبارك ويبرر العدوان على بلده هذه في نظري أقسى درجات الوحشية وأشد حالات الانحطاط. تبادرت إلى ذهني تفاصيل ذلك الحوار الذي دار بيني وبين الشيخ الإخواني في فندق سبأ منتصف عقد الثمانينات من القرن الماضي لازلت أذكر وأنت تتهم الإخوان المسلمين بأتباع الفكرة الميكافيلية “الغاية تبرر الوسيلة” فعلا الأحداث أكدت التهمة والرجل يتحدث استحضرت تفاصيل الحوار بينه وبين أحمد مراشد كان إخوانيا منفتحا نوعا ما تعرفت عليه في منزل الصديق الحميم الأستاذ قايد الحروي في جلسات المقيل.
كان الرجل حريصا على اقتحام مقايل علية القوم لقبه المرحوم محمد عقلان الشيباني بالأوكس لما يمتلكه من قدرة على الالتقاط حتى أحاديث الهمس الثنائية لا تفوته سرعان ما يعلق عليها ويحشر نفسه محاولا فرض وجهة نظره فيها جمعتنا به خلوة قصيرة في بهو فندق سبأ احتدم النقاش بينه وبين الصديق السعودي أثاره الأستاذ أحمد بقوله الإخوان وحدهم من امتلك الحقيقة لأنهم اعتنقوا أنقى وأصدق فكر هو خلاصة التجربة الإسلامية سيحرر المسلمين وينقذهم من براثين الجاهلية وكل أنواع الشرك التي انحدروا إليها حاولت التدخل للتخفيف عن ذلك الصديق قلت: ألا ترى أنك تبالغ بدعوى امتلاك الحقيقة والتفرد بها شبهة خطيرة تدين هذا النهج يكفي أنكم تسعون إلى تعميق الخلافات على أشياء ثانوية قد تتفاقم وتحدث شرخا اجتماعيا لا سمح الله ابتسم أراد كسبي إلى صفه فقال أنا في قرارة نفسي مقتنع بعدالة ووسطية الزيدية لكنها السياسة.
نقطة البداية تتطلب النفاذ إلى أوساط المجتمع من خلال بث بعض الشبهات حتى تثبت حضورنا في الواقع.
لو حدثنا الناس بالقناعة الذاتية كيف سنشدهم إلى الفكر الذي نبشر به ونسعى إلى نشره.
قلت: هذا كذب وخداع وتضليل يعني أتباع منهج ميكافيلي وهو منهج مرفوض في الإسلام يخالف قيمه ونهجه القويم لأنه يبيح استخدام أي أسلوب مهما تدنى شأنه لم يجب ابتسم وغادر المكان أفقت على صوت الصديق العزيز وهو يقول: ألو: أين سرحت¿ أجبت وأنا في حيرة مع الميكافيلية يا صديقي! الموضوع خطير جدا.
شكرت الصديق السعودي على حماسه والصورة التي نقلها حمدت الله لأن سيل الخداع وفقاعات التبرير الإعلامية الزائفة لم تنطل على الغالبية من الشرفاء في نجد والحجاز ولو امتلكوا هامشا بسيطا من الحرية لأعلنوا رفض هستيريا النظام العدوانية.. مثل هذه المعلومات يجب أن تحثنا على المزيد من الصمود وقيام كل مواطن بمسئولياته تجاه الوطن وأن نزداد تماسكا

قد يعجبك ايضا