الوجــــــــع اليمـــــــــــــــــاني
ما تزال معاناة اليمنيين مستمرة على امتداد الأرض اليمنية الطاهرة وذلك جراء العدوان الغاشم لتحالف الشر وغاراته الجوية وقصف بارجاته البحرية والحرب الداخلية المستعرة في بعض المحافظات على أكثر من جبهة قتالية .. إضافة إلى الحصار الظالم برا وبحرا وجوا الذي حرم اليمنيين دون وجه حق من كافة مقومات الحياة ومن سبل المعيشة الضرورية ..
ويتجسد الوجع اليماني في معاناة الشعب اليمني وتعرض ابناؤه أطفالا ونساءا وشيوخا ومواطنين أبرياء لكوارث ذلك العدوان والحرب الداخلية وكذا السيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي تحصد الضحايا تلو الضحايا في مختلف محافظات الجمهورية .. الكارثة الأسوأ أن ذلك يجري على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية ويقابل حدوث تلك الجرائم والمآسي الإنسانية بصمت دولي وموقف مخز مشبوه عدا بعض المواقف الصادرة من قبل منظمة أو اثنتين من تلك المنظمات وأحرار العالم الذين استنكروا وأدانوا ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وجرائم ضد الإنسانية ..
فهلا تأثرت مختلف القوى السياسية والحزبية من أبناء اليمن الخيرين وتحركت مشاعرهم النبيلة لرؤية المذابح والمشاهد المؤلمة لإخوانهم وأبناء جلدتهم من القتلى والجرحى وملايين النازحين والمشردين من مساكنهم جراء ذلك العبث والاستهانة بحياة اليمنيين الذين يقتلون وتدمر مدنهم وقراهم وبنية بلدهم الأساسية ومنشآتها الحيوية .. وهلا رقت قلوب أولئك وصحت ضمائرهم لفداحة وبشاعة ما تتعرض له اليمن وأهلها من مآس ومعاناة إنسانية تدمى لها القلوب والأفئدة ألا يتذكرون أنهم جميعا من أبناء هذه الأرض الطيبة التي وصفها رب العزة والجلال بهذا الوصف الفريد ( بلدة طيبة ورب غفور ) ووصف أهلها الرسول الكريم محمد الأمين الذي بعث رحمة للعالمين بقوله الخالد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية ) .. ولهذا يجب أن يتمثل الجميع هذه المعاني السامية للوصف الإلهي والنبوي لليمن وأهل اليمن أصحاب الحضارة والتاريخ العريق ومن حملوا مشاعل النور الإسلامي إلى العالم وتصدروا الفتوحات الإسلامية ..
ولابد أن الجميع يعلمون أن دول الهيمنة تعمل جاهدة وبصورة مستمرة على زرع الخلافات وتغذيتها وتعميقها بين الأطراف السياسية والحزبية اليمنية بمختلف الطرق والأساليب غير السوية .. وذلك سعيا منها لاستمرار هيمنتها الممقوتة وتحقيق مصالحها الذاتية ..
فهل يبادر جميع الفرقاء السياسيين ويسمون فوق الخلافات والمصالح الضيقة ويتفقون على كلمة سواء بينهم لاختيار الحل السياسي الأنسب لليمن وإيقاف نزيف الدم اليمني وإنقاذ إخوانهم وأهلهم من أطفال ونساء اليمن ومواطنيها الأبرياء الذين مازالوا يواجهون الموت كل يوم لتعرضهم للغارات الجوية والمذابح البشرية في عدة محافظات وأضرار وكوارث عديدة منيت بها اليمن جراء العدوان الغاشم والحرب الداخلية أبرزها سقوط (16) ألف شهيد وجريح من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء ووجود أكثر من (3) ملايين نازح و ( 23 ) مليون يمني بحاجة للمساعدة تدمير وتضرر معظم مؤسسات الدولة أهمها المؤسسة العسكرية والأمنية والكهرباء والتعليم العام والجامعي تدمير ما يقارب الألف مدرسة ( 2 ) مليون طفل خارج التعليم وجود أزمة خطيرة في الغذاء والدواء وأضرار لا حصر لها في المرافق العامة والخاصة إضافة إلى تدمير المدن والقرى شمالا وجنوبا وشرقا وغربا في ربوع اليمن الطبيعية ..
ويتوج تلك الكوارث الحصار الجائر المستمر الذي منع عن الشعب اليمني الغذاء والدواء والمشتقات النفطية عصب الحياة طوال ما يقارب خمسة شهور عجاف تجرع خلالها هذا الشعب المسالم الأمرين مرارة العدوان الغاشم ومعاناة الحصار الظالم والحرب الداخلية التي يحرض على إشعالها أصحاب المصالح من الخارج ومن الداخل .
ولهذا فإننا نناشد جميع الأطراف السياسية والحزبية أن يراعوا ضمائرهم ويتقوا الله في أبناء وطنهم الذين يكتوون بنيران العدوان ليل نهار ويصاب أطفالهم ونساؤهم بالخوف والفزع لمجرد سماع أزيز الطائرات حيث أصبحت نذير شؤم لوقوع الكوارث والمآسي الإنسانية .. وإشارة خطر محقق لحدوث الخراب والدمار بأية منطقة تحلق في سمائها وتعكر صفو أهلها حيث تقض مضاجع الأطفال والمرضى والمسنين وتقلق راحة ومنام كل حي في دياجي الظلام في الوقت الذي تنام فيه كافة مخلوقات الله عدا نذر الشر والموت والدمار الليلية ..
كما نناشد تلك القوى وكل العقلاء في يمن الإيمان والحكمة بأن يتنبهوا لخطورة الفخ القاتل الذي تنصبه دول الهيمنة لليمن عبر الحملة الإعلامية المحمومة التي تعمل على تأجيج الصراع السياسي وتنفخ في نار العصبية والمناطقية والطائفية .. وذلك في سبيل تمزيق النسيج الاجتماعي وإحداث تصدع في المجتمع اليمني وتحريض قوى سياسية على أخرى لتفجير الأ