ن ……….والقلم ..حدث عند العاشرة ليلا ¿!

عبد الرحمن بجاش
بقي من الزمن ساعتين وبإمكاني الليلة أن أضع رأسي مطمئنا أن طائرة لن تأتي وتفزعني من منامي , إلى جانب النافذة جلست , كان الليل مرتاحا , والقمر يرسل ضياءه وبهجته عبر الزجاج , ولأنه القمر فقد تخيلت أن أصوات “المواطير” المتشابكة هن بالأصح آلات موسيقيه – دعني أحلم فالحلم ببلاش- , قلت ذلك ليكتمل المشهد على الأقل في عيوني , الهدوء جعلني أنسى هزة العصر بفعل انفجار لم نتبين أين انفجر , أو بفعل صاروخ مر من فوق الرؤوس قذفته طائرة مستهترة بمشاعرنا فكان الصوت تفريغ هواء !!! , قلت : أنسى يا رجل واندمج في اللحظة , استجمعت كل مشاعري ورحت اندمج , ليلمع ضوء أحمر بين عيني , لأرتد إلى الوراء , محدثا نفسي بسرعة : هو صاروخ وسينفجر الآن , رحمتك يا رب , خلت اللحظة عاما كاملا تهيأت خلاله للصوت وما قد يصيبني والبيت بأضرار , لكنه خيب ظني , فقد توزع ألوانا برغم صوته القوي , كان الجيران الذين يبعدون شارعين فقط يحتفلون بعرس ابنهم!!! , وهات يا لوامع بكل الألوان , لا أدري كم أم صرخت , وكم طفل أصيب بالرعب , لتبدأ الوصلة الأخرى فاصل من رشقات آلي احتفل هو الآخر بعرس الجار , غابت الطائرة لتحضر أصوات المواطير , والرصاص والمفرقعات وأصوات الكلاب , مشهد للفلتان لا مثيل له , يقول ببساطة أننا رجعنا إلى عصر ما قبل القرية  !!!! , للحظة حدثت نفسي : هل أخرج لاشتكي من كل هذا الإزعاج , لكنني ابتسمت سريعا , الشوارع مظلمة وقسم الشرطة في بيت بوس في ارض فضاء , ولا يحكم أحد أحدا , في شارعنا اتفقنا على أن يكون لنا شيخ يحل مشاكلنا !!! تراجعت وتابعت البرنامج فصولا …..سراج واحد يوحي ببعض أمان بين السلم والحجرة الوسطى , وأنا بعيني مشتت بين الواتس والفيسبوك , احدهم أرسل للمجموعة بضعة نكات , لم ابتسم لواحدة منهن إلا لمجنون ذمار الذي كان يصادفك في الشارع فيصدر قرارا بتعيينك , وعندما تصر ألا تحدثه فيرميها بوجهك (( عزلناك )), تظل ذمار بروحها الجميلة حاضره , وفي الفيسبوك أخبار ملفقه , وأخرى مسربة , وبعضها قد مر عليه أشهر يرى أصحابها إنزالها مرة أخرى ليثيروا الرعب بين الناس (( العسيري يقول من بعد الواحدة صباحا ستدك المدينة بـ 200 كروز ))!! , يكون صديق آخر حاضر الذهن يرد عليه (( هذا خبر قديم )) , يواصل الليل جريانه , حتى الثانية عشرة , أضع رأسي على مخدتي يأبى النوم أن يطاوعني , إذ قد تعودنا على جرعة الخوف والقلق , لأظل طوال اللحظات التالية أنظر إلى الفراغ تارة وإلى التليفون تارة أخرى , وأصحاب العرس يصرون على أن ينكزوني بين الثانية والأخرى , على فكرة فالأعراس لم تعد تقترب من قاعات الأفراح بعد غزوة الخيول !! , صاروا يعرسون في البيوت , أو في خيام تنصب في الشوارع , جميل أن يفرح الناس وسط الأمل , وسط الجفاف , وسط الإحساس بالضياع , ما ليس جميلا أن تنظم إلى جوقة السماء والأرض وتزعجهم بالمفرقعات والطماش ورصاص الرشاشات من كل نوع !!!!

قد يعجبك ايضا