السعودية تحتضر .. وسورية حائط الصد الأخير

لطالما كانت فكرة الحرب على سورية جاذبة ومغرية لأطراف ودول عديدة في العالم ….. إذ استطاع مخططوا مشروع السيطرة على العالم, إقناع الولايات المتحدة الأمريكية, والعديد من دول العالم على إطلاقها وخوض غمارها.. في التوقيت المحسوب . ولم يكن من المستغرب اعتماد نسخة الحرب الجديدة عبر العرب .. ومن خلال العرب .. وضد العرب . لقد أظهر أغلب الحكام والملوك العرب كرمهم وسخائهم في زج حقدهم ومالهم ورجالهم وإعلامهم وسموم تطرفهم الديني, عبر ما أنتجوه من أدوات إرهاب لم يشهد التاريخ لها مثيلا .. في الحرب على سورية . فقد قادت الولايات المتحدة الأمريكية المعركة والأدوات.. ونظمت قواهم حتى النقائض منها, وانطلقوا جميعا وراء أهداف كثيرة ومتعددة وجامعة لنسيجهم الشيطاني, في سعي فردي لكل منهم على حدة لتحقيق أهدافه الخاصة. صحيح أنها أعطت شارة بدء الحرب , لكنها في قرارة نفسها تعلم مدى صعوبة المهمة .. وبدت غير واثقة من نجاحها .. مع قوة الدولة السورية وصلابة جيشها . ومع ذلك يبقى من المفيد لها ووفقا لأجندتها أن تشيع الفوضى في المنطقة.. وقد يكفيها إبعاد سورية – ولو مؤقتا – وتحقيق جملة أهداف تستحق من أجلها خوض المعركة ” المجانية “. لم تتأخر في قراءة المشهد .. على إيقاع الصمود السوري .. فراحت تتلاعب بحلفائها واحدا تلو الاخر , وأدخلتهم في المتاهات , ووضعتهم مرارا أمام حدود ضعفهم , وانتقلت بين الخطط باحثة عن مصالحها , غير ابهة بالدم السوري المسفوك . لقد أعلنتها صراحة .. أن الحرب على سورية طويلة , وستمتد لعقود طويلة , عبر استراتيجية ” اللاستراتيجية ” ¿ . ضجر وتململ ” الحلفاء ” وشعروا بالخيبة وبأنهم معلقون بالحبل المقطوع, لكن… ما باليد حيلة , فالتوقف والتراجع ممنوع والسيد الأمريكي يأمر بالتحرك نحو الأمام . فكر بعضهم بالتمرد .. واعتقد لوهلة أن يستغل خدماته ” الجليلة ” في الضغط عليها , عساه يفوز ويغنم .. وأقله أن يلعق طبقا من المأدبة السورية ! .. ولكن هيهات فقد سبق السيف العذل . فقد أصبح أردوغان تركيا قاب قوسين أو أدنى من الوقوف خلف القضبان .. إذ أخطأ الطيران بجناحي عباس ين فرناس . كذلك هي حال أبناء ” العم والخال ” .. فقد وجد العرب أنفسهم يغرقون وما عاد يسعفهم مال إضافي أو معسكرات تدريب, ومزيد من المهل والفرص.. لقد أوصد السوريون الأبواب بإحكام .. وأبقوا على فتحات الاستنزاف السعودي .. لقد وقع السعوديون في الفخ السوري . لم يرض ال سعود بما ال إليه حالهم .. فالتوقيع على الاتفاق النووي الإيراني يدخل أسبوعه الأخير, وما هي إلا أيام وتتوج إيران بوشاح قيادة المنطقة.. على الرغم من كل المحاولات الصهيو- سعودية لإفشاله . ولم يرضوا بنتائج الحرب حتى الان وبترتيب بيتهم الداخلي وحدود حجمهم الإقليمي الجديد – أمريكيا – ما دفع بهم إلى التمرد لمحاولة تغيير النتيجة , وإشعال المنطقة أكثر فأكثر عبر عدوانهم على اليمن . لم تجر سفنهم كما يشتهون .. فعبروا عن استيائهم وغضبهم بامتناع أغلب ملوك الخليج عن حضور القمة مع السيد أوباما ..! . وهاهي أمريكا قد أدلت بدلوها .. وتنأى بنفسها عن حضور جنازة المملكة .. وعهدت إلى مكتب الدفن الفرنسي لإقناعها بالرضوخ والقبول .. عبر ضمان أمنها ” الجديد ” من خلال دراسات فرنسية يمكنها تحويل المملكة إلى مملكة نووية مستقبلا – أمر مضحك – وبتوقيع صفقات تسليحية لطائرات حربية فرنسية بقيمة 12 مليون دولار , وبتعهد تنفيذ ما سبق توقيعه بقيمة 3 مليار دولار لشراء أسلحة فرنسية لصالح الجيش اللبناني .. تدفعها المملكة . ما من شك أن هذه الصفقات تنعش اقتصاد الدولة الفرنسية وتعطيها القوة والدفع للدخول على خط أزمة المملكة في لبنان – نتيجة خبرتهم وعلاقاتهم القديمة في المنطقة – خاصة بعد تهاوي تيار الاذاريين وتيار المستقبل وانقسامه الداخلي , على خلفية انتصارات الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية في معارك القلمون .. ومحاصرة الإرهابيين في عرسال وجرودها , بالتعاون مع الجيش اللبناني .. الأمر الذي يكرس تقليص حجم المملكة على الساحة الأهم في وجه سورية وحزب الله. إن حصول فرنسا على الترقية الأمريكية والتي ترجمت بصفقات السلاح مع السعودية, يصب في الحسابات والمخططات الأمريكية للقارة العجوز.. فقد تكون فرنسا الأكثر كفاءة والأقوى للوقوف في وجه الدولة الألمانية العتيدة .. من أجل خلق المناخ الملائم لإشاعة الفوضى في أوروبا على وقع الحرب في أوكرانيا شرق روسيا .. وأن انهيار اليونان وما قد – يتبعه من انهيارات في اسبانيا وايطاليا .. الأمر الذي دفع ملكة انكلترا للدعوة إلى تفادي الانقسام في القارة . يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة على رد الصفعة .. لقيام الإتحاد الأوروبي وإشهار سيف اليورو في وجه الدولار . لقد أثبتت الولايات المتحدة الأمريكية قدرتها اللا محدودة في استباحة الدول وهز أنظمتها .. وإشاعة الفوضى . لا يبدو أن العالم يسير نحو الهدو

قد يعجبك ايضا