خواطر رمضانية – (11) ومع ابن الفارض أيضا!!

عبدالجبار سعد

يقول سلطان العاشقين:
إنú كان منزöلتي في الحب عندكمو
ما قد رأيت فقد ضيعúت أيامي
أمúنöية ظفöرتú روحي بها زمنا
واليوم أحسبها أضغاث أحلامö
أهل الله يقولون في مناسبة قول هذا الشعر أن ابن الفارض كشف له عن مقامه ومنزلته في الجنة التي وعد المتقون وأنه اعتبر ذلك نقصا في حقه فشوقه هو إلى النظر إلى وجه الله الكريم الذي وردت الآثار بأنه منتهى سؤل المحبين.
على أني قرأت في يوم من الأيام في كتاب ينكر على الصوفية سلوكهم ويشنع بطرقهم وكان مما قاله المؤلف لذلك الكتاب في مناسبة قول ابن الفارض لهذه الأبيات أنه قد قالها لما كشفت له منزلته في النار قبل موته.
فانظر ما بين التأويلين من بعد واقرأ نهايات القصيدة لتعلم أيهما أشفى للنفس وأقرب للحقيقة بغير تكلف ولا استقصاء..
ها قد أطل زمان الوصúل يا أملي
فامننú وثبتú به قلبي وأقدامي
وقد قدöمت وما قدمúت لي عملا
إلا غرامöي وأشúواقي وإقدامي
دار السلامö إليها قد وصلúت إذن
مöن سبúلö أبوابö إيماني وإسلامي
يا ربنا أرöنöي أنظرú إليك بها
عöنúد القدومö وعامöلني بإكرام
***
ومن طرائف ما ينسب إلى شيخنا وكان يذكر في أشعاره الكثير من الخضوع والتسليم للمحبوب فيما رضي من مثل قوله:
وبما شئت في هواك اختبرني
فاختياري الذي يكون فيه رضاكا
ومثل قوله:
لو قيل قف تيها على جمر الغضا
لوقفت ممتثلا ولم أتأفف
فابتلاه الله ببثرة في جسده فضاق بها ذرعا وأصابه الجزع فكان كما قيل يخرج إلى الأطفال ويوزع عليهم الخوخ ويقول لهم ادعوا لعمكم الكذاب.
اللهم ارحم ضعفنا.. اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.. اللهم اصرف عنا البلاء بما شئت وكيف شئت..

قد يعجبك ايضا