لحظة يا زمن ..النشيد الأجمل

نكتب أحيانا وغالبا ما يعن لنا ولكن في النادر ما نكتب لنذكر ” بضم النون وتشديد الكاف “.
كأن المطر ولا يزال ومنذ البدء حتى النهاية , هو النشيد المحبب للأرض اليمنية وإنسانها .
هو تشيد تعزفه السماء بإيقاعات موسيقية مباشرة تهز الروح وتنعس الجسد ..كان البرق شماليا على القرية أو جنوبا منها غربا عليها أو شرقا إليها ..هو المفتح الضوئي في جدار المساء , وفي ليل يهل بنسمة باردة يحملها الريح ينذر بالبشارة قدوم المطر.
يهتز في القريب البعيد ..وأمام البصر انفلاق البرق بلوامعه التي تريح العين , ثم يتبعه دوي الرعد , ويسري صوت الراعد في السماء تهتز – له الأرض طربا .
لذلك كان الأسلاف يسمون “ابن ماء السماء ” تجسد الرغبة الدائمة والمستمرة في جب المطر ..ذلك الأضحيات التي كانت تقدم كل ذلك للماء لنشيد السماء المطر ربما يقول قائل : لم تعد هناك اشياء نكتب عنها أبدا .. إنه النشيد الدائم لهذه الأرض , هو المعجل والابتهال الحقيقي في القلب إنسان هذه الأرض وهو الابتهال الخفي هو تلك النظرة المتطلعة بخضوع إنساني إلى السماء لهطول المطر.
هو ذلك السؤال الأبدي الذي  يسأله شاقي المدينة من أول واصل من القرية : المطر ..الغيث الهثيم ماء السماء .
هل عبرت هذه البلاد في التاريخ القديم الأنهار واستوت على هضابها بعض البحيرات اللامعة سطوحها تحت أشعة الشمس ¿
سؤال يفجره الشوق والحنين الدائمان الأبديان للإنسان على هذه الأرض ..للماء للمطر للبرق ..لهزيم الرعد وهو يهز جدار المساء على افقه قرية
تحت غيمة عابرة تفرغ الروح المتقلبة بين الأمل والرجاء وسعة الإبنسامة  عرض الأفق والمطر ينشد أعنيته الجميلة رذادا غزيرا تمثلي فيه ” التلúمú ” حتى تفيض إلى اختها تلك الأنشودة … النشيد المحبب للأرض ..للإنسان .   

قد يعجبك ايضا