جرائم العدوان هل مات ضمير العالم¿
لا تستغرب كثيرا .. في كل زمان ومكان هناك عملاء قيل للزعيم النازي الألماني أدولف هتلر إن أحد العملاء الفرنسيين المهمين أصر إلا أن يلقاك ويتشرف بالسلام عليك فأذن له بالدخول فلما دخل هذا العميل الفرنسي المهم رمى له أدولف هتلر بحفنة من المال على الأرض وقال له خذ هذه أجرتك وقيمتك أما يدي فلن أدنسها بالسلام عليك وعلى أمثالك.. أسرد هذه الحكاية للبعض من العملاء لعلهم يعتبرون إذا بقى فيهم ذرة من أخلاق أو قيمة , تخيل معي لو أن عشرة أفراد أصحاء يعتدون بالضرب المبرح وعلى حين غفلة على رجل عليل أمام مرأى ومسمع من الناس ترى كيف تكون ردود أفعال الناس ومواقفهم بالتأكيد سيكون هناك المستنكرون كثيرا جدا لهذا الاعتداء غير المتكافئ وغير الإنساني وسيتدخلون بقوة لإيقاف هذا الاعتداء أو من باب الأخلاق وعملا بقول الرسول الكريم : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده وإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.. لكن ما حدث ويحدث اليوم من اعتداء على اليمن من دول التحالف العشر بإسناد ودعم صهيوني واضح يواجه بصمت رهيب ومخز من جميع دول العالم باستثناء ثلاث أو أربع دول أدانت هذا الاعتداء باستحياء شديد هذا الصمت العالمي المريب كشف لنا زيف هذه الدول الكبرى التي تدعي أنها ( راعية لحقوق الإنسان ) أين حقوق الإنسان مما يجري في اليمن من قتل وتدمير وحصار وتجويع وتشريد وترويع على مدى 60 يوما.. أين حقوق الإنسان وقد جربوا فينا جميع أنواع الأسلحة الفتاكة من صورايخ وقنابل محرمة دوليا وكأننا فئران تجارب لهم.. إنهاء وصمة عار في جبين هذا العالم عالم الكيل بعدة مكاييل عالم الارتزاق والمصالح الأنانية والبزنس ليس إلا.. وليس ببعيد عنا ما حصل في فرنسا قبل أكثر من ثلاثة أشهر حيث قامت الدنيا ولم تقعد لمقتل 12 من محرري صحيفة فرنسية على يد شابين من المغرب العربي بسبب نشر هذه الصحيفة لرسم كاريكاتيري مسيء للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم حيث توالت الإدانات من جميع دول العالم بدون استثناء لهذه العملية رغم أنها مبررة وشهدت فرنسا أضخم مظاهرات شارك فيها رؤساء من جميع دول العالم بما فيهم رؤساء وأمراء وشيوخ عرب دعما لفرنسا ومواساة وتنديدا واستنكارا للعملية.
تصور كل هذا يحدث لمقتل 12 فرنسا فقط أما نحن اليمنيين فقد بلغ عدد قتلانا وجرحانا من هذا العدوان غير المبرر ما يقارب 12 ألفا ناهيك عن تشريد مئات الآلاف وتدمير للبنى التحتية بشكل كارثي ولا أحد يدين أو يتكلم وكأننا قردة وحقوق الإنسان لا تعنينا في شيء إنها مفارقة عجيبة وغريبة للأسف الشديد .
تخيل لو أن عواصمهم ومدنهم تعرضت لقصف صواريخ وقنابل محرمة دوليا وراح ضحيتها الآلاف من الأبرياء كما حدث عندنا في صنعاء وفي زبيد وفي عدن وفي صعدة وفي جميع المدن اليمنية ترى كيف سيكون ردة فعلهم¿
تخيل لو أن مطاراتهم وموانئهم توقفت عن العمل لأيام فقط وليس لأشهر كما عندنا وتخيل لو انقطعت عنهم الكهرباء والمشتقات النفطية لأيام ترى كيف سيكون حالهم وكم ستكون خسائرهم جراء ذلك¿
بعد هذا كله علينا أن نتيقن تمام اليقين أن الله معنا ولن نخاف وقد قال في محكم كتابه “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم” صدق الله العظيم.. علينا بالصبر والثبات لأننا أصحاب حق والله دائما مع الحق ولن يخذلنا أبدا, تخيل لو أن ميزانية العدوان على اليمن وهي كبيرة جدا تقدر بعشرات المليارات من الدولارات قد أنفقت على تنمية اليمن ترى كيف سيكون حالنا¿ بالتأكيد ستحل جميع مشاكل اليمن من ألفها إلى يائها وسوف يخرج أبناء الشعب اليمني مهللين مكبرين رافعين صور الزعماء الخليجيين والعرب للأعالي وسوف يسجل هذا المعروف في سجل التاريخ ناصع البياض.. أما بعد هذا الدمار والكوارث يتكلمون عن إعادة إعمار ماذا¿ بإمكانكم إعادة إعمار مستشفى أو مطار أو ميناء ولكن هل بإمكانكم إعادة إعمار القلوب ¿ كلا وألف كلا لأن الجرح عميق وعميق جدا جدا وأخيرا تخيل لو أن آل سعود وحلفاءهم اعتمدوا على أمريكا والغرب ونحن اعتمدنا على الله القادر المقتدر الجبار المنتقم ترى من سيكون المنتصر أخيرا¿