هدنة بين القاتل والقتيل..!!

عادل عبدالاله العصار

قديما وصفوا السياسة بأنها فن الممكن وحول هذا الفن أشعلوا هالة من الضوء والضوضاء وألفوا الكثير من القصص والحكايات المطرزة بسحر وروعة الخيال والغموض وما أكثر ما سمعنا وقرأنا من الروايات التي اجتهدت وتفننت دور نشر الشائعات في تسويقها وترسيخ الكثير من قصص وأسماء رموز السياسة في أذهان الناس وإقناعهم بصدق الكثير من الاختلاقات لنوابغ وأبطال أسطوريين جعلتهم أشد بأسا ودهاء من كل الأبطال المدونة أسماؤهم في ملاحم وأساطير قدماء الإغريق..
هكذا كانت السياسة في جزء المعرفة الأول الذي فرضوا علينا استيعابه والاقتناع به منذ بدء عصر الغموض وحتى بدء عصر سياسة المزاد السياسي والاعتماد على المال كبديل للعقل في صناعة ورسم وترجمة السياسات الدولية..
أما في جزء المعرفة الثاني فتكشف الغموض القديم وتجلت حقيقة الكواليس المعتمة ومن خلال تعدد وتطور دور نشر الإشاعة وتنافس قنواتها ومصادرها وتوجهاتها اقتربنا كثيرا من مطابخ السياسة وشممنا روائحها المنتنة وعندها أدركنا أن السياسة قبح لا يرقى لأن نطلق عليه فنا أو أن نصنع لرموزه بطولات أو أن نخصص لهم حيزا جوار الأبطال الأسطوريين في متحف الذاكرة الإنسانية..
هكذا هي السياسة التي وإن كان غموض وسحر الممكن بداية معرفتنا بها ثم تكشفت حتى انصدمنا بقبحها ولا منطقية سيناريوهاتها إلا ان معرفتنا بها اليوم تجاوزت كل ذلك وأثبتت الأحداث والمواقف أن السياسة التي طالما كانت عالما لا يسكنه إلا الأذكياء تحولت إلى كيان خاص بذوي الإعاقات الذهنية تم إيجاده لاحتواء وإيواء الكثير من الأغبياء والمعتوهين والفاشلين والخونة ولو لم تكن كذلك لما اضطررنا لإضافة صفحات سوداء في كتاب تاريخنا السياسي لندون عليها أسماء وأفعال مجموعة من الخونة والأغبياء والعملاء والمرتزقة الذين كفروا بالوطن وبكل المبادئ والقيم وباعوا أنفسهم وضمائرهم رخيصة لمملكة آل سعود وشرعوا وساندوا العدوان الهمجي على اليمن الذين أثبتوا بانحطاط وقبح مواقفهم انه لم يكن وطنهم ولن يسمح الشعب اليمني الحر بأن يكون وطنهم في يوم من الأيام…
تتمة:-
اليوم لم تعد السياسة تشترط الذكاء والنبوغ والولاء الوطني و…..و….الخ
يكفي أن يكون المتقدم غبيا لدرجة الانقياد عميلا لدرجة الكفر بالوطن مرتزقا لدرجة بيع الأرض والعرض والدماء..
هكذا هي السياسة اليوم ولو لم تكن كذلك لاستطاع ساسة العالم التفريق بين الحرب والعدوان ولما سمعتهم يتحدثون عن وساطة بين القاتل والقتيل..!!

قد يعجبك ايضا