في الأزمات والحروب .. من الخاسر ومن الرابح ¿¿
ما يمر به الوطن والمواطن اليمني منذ 26 مارس وحتى اليوم ليس نفسه ما قبل ذلك التاريخ أي هناك فرق بين الأزمة والحرب فالأزمة قد تكون سياسية داخلية في إطار الدولة الواحدة تفضي إلى عدم اكتمال مكونات إدارة شؤون الدولة وممارستها لعملها بصوره منتظمة وطبيعية كما كان عليه الحال في اليمن قبل 2011م وقد تكون أزمة سياسية بين دولة وأخرى كما هو الحاصل بين الكوريتين وأيضا كوريا الشمالية وأمريكا بسبب المفاعل النووي الكوري وبين باكستان والهند بخصوص كشمير والأمثلة كثيرة وليس بالضرورة أن تكون الأزمة قاصرة على الجانب السياسي دون غيرها من الجوانب الأخرى فهناك أزمات اقتصادية وأخرى ماليه تنشأ للدولة الواحدة كأزمة الدين الذي على إمارة دبي ويقدر بمبلغ مائة مليار دولار والأزمة المالية العالمية التي حدثت في 2008م وخسرت بسببها الدول العربية وحدها ما يربو عن اثنين تريليون دولار بيد أن أخطر تلك الأزمات هي الأزمات السياسية التي قد تتطور في بعض الأحيان إلى مرحلة الاحتقان والاحتراب الداخلي في الدولة الواحدة أو حرب تنشب بين دولة وأخرى أو بين دولة ومجموعة دول كما حدث في العراق عام 2002م ويحدث الآن من عدوان على اليمن من قبل تحالف عربي دولي . وعلى مر العصور ثبت أن الصراع المسلح والحروب العسكرية لم تحل أي مشكلة بل على العكس من ذلك زادتها وخلفت وراءها الكثير من الأحقاد والضغائن على المستوى الرسمي أو الشعبي ناهيكم عن هول الدمار والخراب التي تضل تعاني الدول والشعوب منها لعقود طويلة في مختلف الاصعدة والمجالات كما أن إشعال الحروب لا يلجأ إليها في الغالب إلا الحمق والمتهورون وضعاف الحجة وكل معتد أثيم , فاستخدام القوة كوسيلة لممارسة السياسة تؤدي لا محالة إلى فشل ذريع في تحويل الانتصارات أو الهزائم إلى واقع سياسي وقد كشفت دراسة حديثة صدرت عن معهد الدراسات الأمنية الأوربية أن تكلفة الحروب والنزاعات في منطقتنا العربية خلال العقود الأخيرة تقدر بنحو 12 تريليون دولار وهذه الخسائر هي الكلفة المالية الفعلية للحروب زائدا الفرص الاقتصادية التي أضاعها العرب بسبب المخاطر الاستثمارية كما أن الاضطرابات الأمنية التي تعرضت لها المنطقة خلال الأعوام الأخيرة قد غيرت مسار الأوليات في سياسات الدول العربية كافة بما فيها الدول التي تنعم باستقرار نسبي حيث تحولت اهتمامات الدول من المسار التنموي والتطور الاقتصادي إلى الاهتمام بالقضايا الامنية والدفاعية ولا غرو حالة التخلف والتردي الذي يعيشه الوطن العربي في مختلف المجالات وأن تلك الأموال الضخمة قد أنهكت اقتصاديات الدول العربية واستنزفتها بما باعدها بين التنمية الحقيقية والتطور بعد المشرقين والمغربين وجعلها عاجزة عقيمة لا تقدر على شيء وأكثر من ذلك بأن أضحى العالم العربي عالة على غيره !! وإذا كانت تلك التريليونات تمثل خسائر كبيرة للعرب فهي في المقابل تمثل مكاسب كبيرة لصناع السلاح المستخدم في تلك الحروب فإلى جانب شركات الأسلحة الأمريكية المستفيدة من وجود الحروب وبخاصة في منطقتنا العربية التي تجثم بعض دولها على منجم الذهب الأسود وغيرها من الثروات هناك اسرائيل هي الأخرى الرابح الأكبر وأيضا المنظمات الإرهابية كالقاعدة وداعش التي تفرخت من الرحم الخبيث للسعودية وديننا الإسلامي لم يترك أمر استعمال القوة دون ضوابط أو جعل من إذكاء الفتن والحروب بيد سفهاء القوم ومن تآكلت ذاكرتهم بل جعل له ضوابط والزمنا بها غير أننا خالفنا الله ورسوله واستقوى بعضنا على بعض وتركنا عدونا الحقيقي الأزلي الصهاينة وقضيتنا الرئيسية فلسطين وصار اليوم لدينا أكثر من قضية وأكثر من عدو ومشاكل لا حصر لها وحسبنا الله ونعم الوكيل على من كان السبب في كل هذا القتل والدمار والتخلف الذي أصاب الأمة العربية وأهدر ثرواتها على الفتن والخراب .. حفظ الله اليمن وجيشه وشعبه.