مؤتمر جنيف ومساعي آل سعود!!

في 28 من مايو الماضي كان موعد انعقاد مؤتمر جنيف الذي دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بالقضية اليمنية.. المؤتمر الذي سيعقد مستقبلا سيكون برعاية أممية وفي دولة محايدة ودون تدخل أي دولة خارجية في الحوار اليمني-اليمني.. وستكون مرجعياته الأساسية أثناء الحوار مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة.
البعض يقول أن السعودية التي تقود تحالفا عربيا ضد الشعب اليمني ستكون حاضرة في مؤتمر جنيف.. نعم ستكون حاضرة كعدوان يجب الوقوف أمامه ولتحدد القوى المشاركة موقفها من هذا العدوان.. لكنها ستكون غائبة تماما عن الحوار وستغيب كذلك مبادرتها الخليجية التي انتهت بانتهاء مؤتمر الحوار الوطني وانتهاء فترة رئاسة هادي الهارب.
طبعا السعودية لن تكون سعيدة لعدم حضورها ورعايتها لهذا المؤتمر.. خصوصا وأن مؤتمر جنيف يأتي بعد مؤتمر الرياض الذي عقدته السعودية في أراضيها في ظل غياب القوى السياسية الوطنية والتي تتواجد في أرض الميدان وليست هاربة أو مرتهنة لأسرة آل سعود.. لذلك سعت بقضها وقضيضها بمالها وعلاقاتها إلى تأجيل مؤتمر جنيف إلى أجل غير مسمى.
يأتي مؤتمر جنيف بمثابة الماء يغني عن مؤتمر الرياض الذي يعتبر بمثابة التيمم.. فإذا حضر الماء بطل التيمم.. انعقاد مؤتمر جنيف إذا ما تم تحديد موعد انعقاده الجديد يأتي في ظل ظروف بالغة التعقيد تمر بها اليمن أبرزها العدوان العربي بقيادة السعودية الذي استهدف الإنسان اليمني واقتصاده وتاريخه وبنيته التحتية.. كما يعاني من عدم استقرار داخلي بسبب وجود بقايا لعملاء آل سعود وتنظيمي القاعدة وداعش.
هناك قضايا جديدة بالتأكيد ستكون محاور رئيسية للحوار أهمها إيقاف العدوان السعودي ووضع آلية لمقاضاته في المحاكم الدولية لأخذ حق الشهداء والجرحى من الذين قاموا بالاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم دون وجه حق ودون سابق إنذار.
مؤتمر جنيف سيكون المؤتمر الأبرز الذي سيضم كافة القوى السياسية لإكمال الحوار من حيث توقف قبل العدوان السعودي الذي يسعى جاهدا عبر عملائه إلى عدم الوصول إلى حل يخرج اليمن واليمنيين من مربع عدم التوافق إلى مربع التوافق والبدء ببناء دولة مدنية حقيقية تتعامل مع دول الجوار باحترام متبادل وبندية تتوافق مع المبادئ الوطنية والدولية.
السعودية وهي تسعى لتنفيذ أجندات أمريكا وإسرائيل تتوجس خيفة أن تكون ضحية أي اتفاق يجمع شمل اليمنيين على طاولة حوار مستديرة واحدة.. كما عملوا في مؤتمر الحوار الوطني عندما خرج اليمنيون برزنامة من المبادئ والمحددات اتفق عليها الجميع.. وما تبقى هو عكس هذه المخرجات في دستور وطني يجمع الجميع حوله ويعملون في إطارة ويكون مرجعهم الأساسي والوحيد بعد الشريعة الإسلامية التي أساسها القرآن الكريم وسنة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. فما كان من آل سعود إلا السعي جاهدين وبذل الأموال وتجييش الجيوش من العملاء والمرتزقة لإجهاض مشروع الدستور وإخراجه دستورا مسخا لا يلبي احتياجات ومتطلبات الشعب اليمني.. وهذا ما شعر به المواطنون اليمنيون وبدأوا بالتحرك وكشف مؤامراتهم وكشف عملائهم حتى تعرت المملكة السعودية أمام الجميع وكشفت عن مخططاتها ورغبتها في عدم استقرار اليمن واستقلاله بشن عدوان حاقد وبربري لتدمير اليمن وشعبه.
وبرغم هذا العدوان الهمجي إلا أن الشعب اليمني يواجه هذا العدوان بالصبر والحكمة محتفظا بحقه في التقاضي ومعاقبة المجرمين الذين تسببوا في عمليات إجرامية في حق الإنسان اليمني واقتصاده.. وعندما لم يفلح آل سعود في تحقيق أهدافهم قاموا بفرض حصار على الشعب اليمني حصارا خانقا برا وبحرا وجوا ليستهدفوا الأمن الغذائي والدوائي للشعب اليمني وليركعوه.. لكنهم أيضا فشلوا في ذلك.
تستمر قوات التحالف بقيادة السعودية في عدوانها وحصارها على اليمن.. وتستعد القوى السياسية اليمنية للحوار في جنيف وهي تحمل قضية ومظلومية جديدة صنعتها السعودية وستعود عليها -السعودية- بالوبال والخسران.. ولا بد أن تتحمل القوى التي ستكون في جنيف مسؤوليتها الوطنية وأن تكون عند المسؤولية فقد يكون مؤتمر جنيف آخر محطات التحاور للوصول إلى اتفاق والبدء ببناء الدولة بعيدا عن الوصاية والعمالة.. فالوطن يتسع للجميع ويضيق على العملاء والمرتهنين للخارج.

قد يعجبك ايضا