العدوان السعودي على اليمن.. انتهاك للحرمات وتفوق على جرائم الصهاينة
في كل الحروبثمة قيم وتقاليد بل وحدودتلتزم بها الأطراف المحاربة مهما كانت ظروف الحروب وشدتها ونتائجها مثل عدم قتل الأسير والمرأة أو الطفل أو الشيخ الكبيرأو قتل العزلوكذلك الاعتداء على أعراض الناس وانتهاك حرماتهم وغيرها.
وفي المجتمع الإسلامي أثبت الإسلام هذه القيم بل وأضاف إليها الكثير مما يحافظ على نظافة الحرب وعلى حقوق الناس وأكد الشارع المقدس وبشكل ملح على الالتزام بهذه القيم والحدود سواء من خلال ما جاء في القرآن الكريم أو من خلال ما أوصت به السنة النبوية الشريفة وسيرة المسلمين فالإسلام حرم القتال في الأشهر الحرم إلا في حالة الاعتداء على المسلمين عنوة من طرف معادي وحرم القتال في الكعبة وأوصى بمعاملة الأسير بصورة إسلامية وهكذا في بقية الموارد حيث رسم لها حدودا قيد بها تعامل المسلمين وسلوكهم إزاءها.
ثم جاءت المنظمات الدولية ودونت وحددت حقوق الناس أثناء الحروب تحت عنوان حقوق الإنسان في وقت الحرب واعتبرت كل من ينتهك هذه الحدود مجرما حربيا وحددت له عقوبة يعاقب عليها أمام محاكم دولية أو محلية كجريمة ارتكاب الإبادة الجماعية أو استخدام الغازات السامة أو استخدام الأسلحة المحرمة دوليا وهكذا إلى آخر القائمة التي حددتها هذه المنظمات.
صحيح أن هذه المنظمات قصرت في معاقبة من يرتكب مثل هذه الجرائم والانتهاكات لحقوق الناس وصحيح أنها استخدمت هذه الأحكام بشكل انتقائي ضد من تريد الولايات المتحدة والدول الغربية معاقبته فيما تركت مجرمين عتاة مثل صدام حسين وقادة الصهاينة مناحيم بيغن وموشه دايان وإسحاق رابين وشيمون بيريز الرئيس الصهيوني السابق والذي اعترف بعظمة لسانه بأنه هو الذي أصدر أوامر اقتراف مجزرة قانا في جنوب لبنان والتي راح ضحيتها أكثر من مئة من النساء والأطفال أثناء العدوان الصهيوني على جنوب لبنان وغيرهم كثير من المجرمين والقادة في منطقتنا ظلوا بدون محاسبة أو محاكمة. ذلك كله صحيح لكن ظل الناس وظل المجتمع الدولي يعرف أن هذه القيم والحدود يجب احترامها من خلال الوازع الأخلاقي أو الرادع القانوني.
وفي الحقيقة أن أول من انتهك حقوق الإنسان في تاريخنا المعاصر أثناء الحروب وارتكب إبادة جماعية هو الولايات المتحدة الأميركية عندما ضربت اليابان بقنابل نووية حيث استهدفت طائراتها مدينتي هيروشيما وناكازاكي راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء وذلك في الحرب العالمية الثانية وحتى الآن كما تؤكد التقارير تعاني أجيال الضحايا من آثار هذه القنابل المحرمة دوليا. وبعد هذه الجريمة أقدمت الدول الغربية على ارتكاب الجرائم وحملات الإبادة الجماعية في مناطق العالم الإسلامي والأمثلة كثيرة بل قبل هذه الجريمة انتهكت هذه الدول القيم والأعراف والحدود وقتلت الآلاف من أبناء الأمة الإسلامية من أجل استعمارها ونهب ثرواتها وخنق صوتها. ثم زرع الكيان الصهيوني الغدة السرطانية في جسم هذه الآمة فتجاوز كل الحدود ومنظومات الحقوق الإنسانية التي حددتها المنظمات الدولية بارتكاب المجازر المتنوعة ضد الفلسطينيين كمجازر دير ياسين وكفر قاسم والجليل وصبرا وشاتيلا وغيرها كثير وضد اللبنانيين أيضا في جنوب لبنان كمجزرة قانا الأولى والثانية ومجازر كثيرة غيرهما لا تعد ولا تحصى فهذا العدو أسس لسابقة خطيرة وهي قتل الأبرياء من أجل الضغط على المقاتلين باعتبار أن المدنيين يشكلون العمق الاستراتيجي لهم واللافت أن صدام حسين العميل ومن لف لفه استفاد من هذه السابقة الخطيرة في حربه المفروضة على إيران عندما بدأ يطلق الصواريخ على المدن الإيرانية في إطار ما سمي بحرب المدن عندما هزمت قواته في أرض المعركة.
لكن رغم كل هذه الجرائم والانتهاكات الصارخة والمروعة والدموية والبشعة التي يعاقب عليها القانون الدولي والسماوي إلا أنها ظلت دون حدود ما وصل إليه الإجرام السعودي في اليمن في العدوان الحالي فآل سعود فاقوا إجرام وبشاعة ودموية الصهاينة أضعافا مضاعفة فهم قصفوا المستشفيات وقتلوا المرضى وحاصروا بلدا بأكمله ومنعوا وصول الوقود والدواء والغذاء فتوقفت المولدات الكهربائية وتعطلت مرافق الحياة وحلت كارثة في البلدومارسوا إبادة جماعية ضد الشعب باعتراف منظمة هيومن رايتس ووتش حيث قالت إن ما قام به آل سعود في صعدة يعتبر جريمة حرب بارتكاب إبادة جماعية في هذه المدينة حيث هدمت أحياء بكاملها على روؤس أهلها بل قصفوا حتى مخيمات اللاجئين فضلا عن المدارس والمراكز الرسمية والأهلية وكل شئ هدم على رؤوس الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ فالعدوان إبادة للبشر والحجر والشجر قصفت شبكات تزويد المياه ومحطات توليد الكهرباء وضخ الوقود والأسواق وكل شئ فحلت الأمراض والأوبئة وكثرة الوفيات في المستشفيات نتيجة توقف التيار الكهربائي وتعطل أجهزة الإنعاش ونتيجة المجاعة بسبب قلة المواد الغذائية لدرجة ان مبعوث الأمم المتحدة الجديد في الأزمة اليمنية إسماعيل ولد الشي