هكذا يفعل الصهاينة والدواعش

لم تكتف آلة الحرب العدوانية على اليمن بقتل الأحياء من المدنيين وغير المدنيين وارتكاب المجازر الوحشية بحق الأطفال والنساء وتدمير المنشآت الحيوية والطرق والجسور وما إلى ذلك من المكتسبات اليمنية …لم تكتف باستهداف الأرض والإنسان اليمني على أديمها بل تجاوزتهما لاستهداف المساجد وأضرحة الموتى ومقاماتهم في عمل متوحش لا يفصح إلا عن تناقص الضمير الإنساني في القائمين على هذا العدوان وربما انعدامه.
قبل أيام أقدمت طائرات العدوان على قصف ضريح المحدث اليمني الشهير عبدالرزاق الصنعاني ومسجده الكائن في دار الحيد بمديرية سنحان بالعاصمة صنعاء وربما ذهب البعض إلى أن هذا العمل لم يكن مقصودا ولم يأت عن سبق إصرار وترصد وإنما كان فعلا عفويا لا سيما وأن العلامة الصنعاني يعد من كبار علماء عصره وتتلمذ على يديه بعض الأئمة كالإمام أحمد بن حنبل والإمام الشافعي وغيرهما ويحظى بتقدير المحدثين وعلى رأسهم أصحاب الصحاح كالبخاري ومسلم وغيرهما بيد أن إقدام طائرات العدوان على قصف مراقد الموتى وأضرحتهم بصعدة بغارات متعددة استهدفت ضريح مؤسس حركة أنصار الله حسين بدر الدين الحوثي وضريح الإمام الهادي يحيى بن الحسين وغيرهما يكشف عن الوجه الحقيقي لهؤلاء المعتدين الذين لا يرعون حرمة للأحياء ولا للأموات فالكل في دائرة الاستهداف.
إن هذا التوحش لا تجد له مثيلا مشابها في تاريخنا المعاصر بما في ذلك مناخات الحروب وأجواء الاقتتال إلا عند الصهاينة الذين أقدموا على اجتثاث أضرحة الفلسطينيين وقبورهم في مقبرة مأمن الله بحجة حاجتهم إلى مساحة جغرافية الأرض لبناء متحف التسامح أو عند المتطرفين الدواعش الذين اعتدوا على بعض قبور الأولياء والصالحين في أكثر من دولة عربية إسلامية بحجة أنها أصبحت مزارات تخالف صريح السنة بزعمهم .
السؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا يريد هؤلاء باستهداف الموتى في قبورهم وقد أصبحوا رفات بالية ممتزجة بالأتربة ¿
ربما يظن هؤلاء المعتدون أنهم بهذا السلوك يمعنون في إيذاء الأحياء من أهاليهم أو ممن تربطهم بهم روابط انتماء فكري أو مذهبي وربما يظنون أنهم سيمحون آثارهم من على وجه الأرض ويقتلعون ذكرياتهم من الخارطة الحياتية والحقيقة أنهم بهذه الأفعال الاستفزازية اللا إنسانية إنما يعيدون ذكريات هؤلاء الموتى وآثارهم في نفوس أتباعهم ويبنون لهم مكانة معنوية رفيعة عندهم ويجعلون من حياتهم وتاريخهم ومبادئهم دائرة مثالية يسعون إلى تجسيدها في حياتهم الواقعية المعاصرة.
إن قصف مراقد الموتى لا يقل في سوءه عن قصف الأحياء فللموتى حرمة أكدتها الشرائع السماوية والقوانين الأرضية وما أعظم رسولنا الكريم وهو يؤكد حرمة الميت وكرامته عندما نهى بعض أصحابه عن مجرد الاتكاء على قبر الميت أو الجلوس عليه فما بالك بنسفه بصواريخ طائرات الأباتشي…فعلا إنما تقومون به ما هو إلا صورة من صور الإفلاس الأخلاقي وتآكل الضمير الإنساني أيها المعتدون ولا يشابهكم في هذا القبح إلا الصهاينة والدواعش.

قد يعجبك ايضا