السعودية تحرق مراحل تفككها

الخرöف سلمان بن عبد العزيز يثبت شرعية الدولة يعمق استقرارها يظهر قوتها يجدد فيها يعيد هيكلتها ويطورها ويدخلها مرحلة الحداثة والحزم بعواصفه السياسية والعسكرية التي تهب في كل الاتجاهات وخلال مئة يوم فقط يتمكن هذا الخرف من جعل (السعودية) طرفا إقليميا مؤثرا وقوة فاعلة تخطب ودها الدول الإقليمية وتتحالف معها طائفة واسعة من دول العالم في الشرق والغرب¿!.‏
باستثناء وصف سلمان بالخرف يمثل ما اجتزأناه عينة بسيطة من الخطاب الرسمي والإعلامي السعودي – الخليجي الذي يطبل للعدوان السعودي على الشعب الشقيق في اليمن والذي يملأ الفضاء كذبا ونفاقا ومديحا لأوامر ملكية ستقدم بلا ريب لمرحلة سقوط وشيك لمملكة الرمال التي عمرت أكثر مما كان متوقعا لها وهو ما سيسجل فعلا للخرف سلمان لجهة أنه ربما سيحقق بعواصفه السياسية والعسكرية وفي وقت قياسي أمنية عربية طال انتظارها.‏
الإعلام السعودي ذاته يقول: إن الأوامر الملكية الجديدة السياسية (الانقلابية) حظيت بموافقة أغلبية أعضاء هيئة البيعة وهذه وتلك العسكرية (العدوانية) تمت حسب الأنظمة المعلنة للدولة ومن دون أن ينسى إعلام البلاط الوهابي دوره في تزوير الوقائع فإنه يتعمد الكذب في إطار تجميل ما اتخذه الملك الخرف من قرارات فينقل على لسانه كلمات الشكر لشقيقه مقرن ولابن سلفه متعب ولابن شقيقه سعود الفيصل على ما قدموه وعلى تأييدهم له بنقل السلطة والمسؤوليات إلى جيل الشباب من ولد ولد عبد العزيز¿!.‏
لا يتوهمن أحد في الأمة ولا يراهنن أحد منها وإنما يقينا يعتقد الجميع – إلا الأعراب الأشد كفرا ونفاقا – بفشل العدوان على اليمن وبسقوط المشاريع الوهابية الفتنوية التكفيرية في سورية والعراق والمنطقة غير أن فشل العدوان وسقوط المشاريع الوهابية الفتنوية ربما لا تشكل سببا كافيا لتفكك مملكة الرمال قبل زوالها فالفشل والسقوط يكلفها ويرتب عليها أعباء متعددة وقد ينتهي الأمر عند هذه الحدود لكن المساس بالمال والنفوذ لمن كان بالأمس أميرا وابن ملك وسياسة الشطب والإلغاء والإقصاء داخل العائلة ستترك آثارا لن تنتهي بوقوع وحدوث الانشقاقات وإنما ستؤدي لتفكك العائلة ونظامها الاستبدادي.‏
فمنذ اليوم الأول لتشكيل مجلس السياسة والأمن الذي تولاه محمد بن نايف أحد صبية آل سعود كان واضحا أن إسفينا يدق لمقرن ومتعب وسعود الفيصل. ومنذ اليوم الأول لتشكيل مجلس الاقتصاد والتنمية الذي تولاه صبي آخر هو محمد بن سلمان كان واضحا أن خلافات داخل العائلة الحاكمة ستنشأ وتتفجر بسبب الانقلاب الحاصل بعد تشكيل المجلسين وإذا كانت بوادر الانفجار الداخلي لم تظهر حتى الآن فإن إعادة هيكلة آرامكو وصناديق المال النفطي القذر ستكون كافية لإحداث الانفجار المرتقب.‏
عواصف الخرف سلمان السياسية والعسكرية وانقلابه مكتمل الأركان سيعمق بلا شك الشرخ الداخلي في العائلة وبين أعضاء هيئة البيعة المفككة أصلا وسيشعل بأخطائه وبتهور صبيته جمر الخلافات الداخلية نارا تظهر من تحت رماد تنازع جناحي السديرية من جهة ونارا محرقة تخرج من تحت رماد النزاع القديم المتجدد بين السديرية وآل الشيخ من جهة أخرى وقد يجعل هذا وذاك مملكة الرمال تحرق مراحل التفكك والسقوط والزوال غير مأسوف عليها.‏
نقلا عن صحيفة الثورة السورية

قد يعجبك ايضا