اليمن بين خيانات الداخل وعدوان الخارج
خيانة الوطن جريمة كبرى يحرمها النظام والقانون في البلد ويعاقب مرتكبيها حسب نصوص الدستور الوطني المعمول به في نظام الدولة كونها تمثل خيانة في حق الوطن والشعب والمكاسب وفي حق الإنسانية والدين والانتماء والأمانة والمسؤولية الوطنية .. باعتبارها جرائم حرب يعاقب القانون فاعليها ومرتكبيها ومنفذيها ومخططيها ومؤيديها .. كونها استهدافا للسيادة الوطنية وحرمة الوطن وأراضيه.
وما تشهده اليمن والشعب من عدوان سعودي امريكي منذ أكثر من شهر يعد جرائم حرب وعدوانا سافرا ليس له أي مبررات.. لأن من تداعوا له أناس فاقدي الشرعية وخونة في التآمر على الوطن والشعب والمنجزات .. لا يعفيهم القضاء من المساءلة القانونية جراء ما اقترفوه في حق اليمن والسيادة اليمنية من قبل العدوان العربي السعودي الأمريكي على اليمن.
منذ أكثر من 40 يوما دون توقف وبوحشية لا تراعي قيم الدين والأخلاق والأعراف الإنسانية والدولية.. في قصف الأبرياء من المواطنين ودون تفريق بين طفل أو امرأة أو شيخ أو عجوز أو حيوان أو مرفق إلا واستهدفته طائرات وصواريخ قوات التحالف السعودي الأمريكي أي شرعية يدافعون عنها في بلادنا اليمن.. وهم بهذا العدوان دمروا اليمن الأرض والإنسان وأي شرعية يدعي حمايتها المستقيل هادي وأعوانه بعد هذه الخيانة العظمى في حق الوطن والشعب والسيادة اليمنية دون أي مبررات وهو من فشل في قيادة الوطن وتخاذل عن تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ومخرجات مؤتمر الحوار واتفاق السلم والشراكة .. التي جاءت من أجل السير نحو التغيير والخروج من الأزمة السياسية.
إن المفترض على قوى التحالف العربي السعودي الأمريكي أن يكون تحالفا ضد العدو الإسرائيلي المحتل لدولة فلسطين العربية .. والمسجد الأقصى الشريف الذي يدنس من قبل الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية.. دون أي تحرك يذكر من قبل الدول العربية وبالذات الخليجية التي تشن عدوانها الغاشم والغادر على اليمن وأبناء شعبه دون وجه حق .. الشعب اليمني العظيم الذي لم يعتد يوما على أحد في محيطه العربي والإقليمي والدولي.
إن العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا وأبناء شعبنا اليمني هو نتاج لحقد بيت من قبل الجارة الكبرى السعودية منذ عقود زمنية ماضية أظهرته عاصفة الحزم وكشفته نتائج الدمار والخراب واستهداف كل مقدرات بلادنا في البر والبحر والجو واتضحت حقائق التاريخ وسجلاته أن العملاء من داخل اليمن هم من يستلمون مقابل هذا الحقد والعدوان على بلادنا.. وأبناء شعبنا اليمني الذين جعلوا من اليمن بؤرة للصراعات وانتشار عناصر الإرهاب والتخريب من تنظيم القاعدة.. بدليل أنهم اليوم يؤيدون عدوان التحالف في حرب بلادنا وقتل أبناء الشعب اليمني وتدمير مقدراتنا العامة والخاصة وفي كل العواصم والمحافظات اليمنية.. خوفا من فقدان مصالحهم والأموال التي يتقاضونها شهريا من قبل أسيادهم وعملائهم في الخارج.. مقابل تحقيق ما يريدونه من بلادنا ومن أراضينا اليمنية.
لقد تأكد لدى الجميع من أبناء شعبنا اليمني أن التاريخ يعيد نفسه من جديد ولكن هذه المرة بطريقة عربية من قبل الحاقدين على اليمن.. من أجل أن يجعلوا منها نسخة لما يجري في دول العراق وليبيا وسوريا من أحداث وفوضى وعنف ودمار وتدخلات في شئونها الداخلية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق أطماعها ومصالحها على الأرض العربية والإسلامية وتنفيذ مشاريع غربية على حساب العرب وأبناء شعوبها.
لكن بلادنا اليمن وبوعي أبنائها الأوفياء لوطنهم وأرضهم لن يسمحوا لمن يتدخل في بلادنا أو يسعى إلى بسط نفوذه وهيمنته .. أو انتهاك سيادته وكرامته مهما كانت المبررات أو الامكانيات.. لأن اليمن واليمنيين بفطرتهم وأصالتهم وعروبتهم العريقة وحكمتهم اليمانية ستظل هي السمة النبيلة التي يتمسكون بها منذ فجر التاريخ الإسلامي وحتى اليوم.. مهما كانت المغريات وأن الوطن أغلى والعزة والكرامة اليمنية هي أغلى ما في الوجود للإنسان اليمني.. ولن يمر هذا العدوان العربي السعودي الأمريكي مرور الكرام.. طال الزمن أو قصر وقادم الأيام ستثبت ذلك..وسيكون الرد أقوى وأعنف .. ولن يكون لأولئك العملاء ومن يؤيدون هذا العدوان أي مكان أو موضع قدم في أرض السعيدة وبين أبناء الحكمة والإيمان.. فالوطن لا يقبل مثل هؤلاء الخونة والمرتزقة في أرضه اليمنية الطاهرة.