مراوغة الأمكنة

لحظة يا زمن

ليس الإنسان لوحده هو الذي يمتلك القدرة على المراوغة بحسب الطبع والتكوين والتصرف حسب الظروف .
الأمكنة أيضا ..لديها القدرة على المراوغة.
ليس في تبدلها كما هو المعروف .. في تغيرات ولبوس وجوهها ..عند تغير الفصول.
ولكن أيضاء في ثباتها لأول وهلة ..كالرمال المتحركة ,,والتي لا تستطيع العين اكتشاف تموجاتها.. وتحركها لأن معرفة ذلك لا يتم إلا بالتجربة أو المواجهة .
أو تلك السطوح الملحية التي تبدو للرائي .. أنها صلبة ..وحين يضع فيها الإنسان القدم تغوص إلى الأسفل ..أليس الأمكنة ..إذا ..قادرة على إعطاء النظرة الأولى إليها بامتلاك المراوغة والزيغان¿!.
لا ندخل في إثبات ذلك ..أولا!.
ما نريد قوله .. أن الأمكنة ربما تعطى الناظر إليها نداء ..انطباع سريع ..ذلك الانطباع قد لا يستمر طويلا ..إذا تحسست المكان وجسته وحاولت ملامسته عن قرب .
ستجد بالفعل .. أن للأمكنة أيضا سبلها في إخفاء مسالكها ودروبها كنافذة مفتوحة في عرض الصخر وحين تنفذ عبرها ..تجد نفسك في متاهة داخل صخر الجبل .
أودوية تتعرج وتلتوي .. وحين تعبرها.. تفتح أمامك العديد من الطرق ..وتجعلك حائرا أي طريق اقصر أو أطول يقودك ..إلى هدف الوصول .كذلك الأمكنة ..قد تراوغ تبوح لك بمظاهرها الخارجية ..لكنها لا تقدم لك أسرارها ..إلا إذا لامستها عن قرب وعايشتها .     

قد يعجبك ايضا