هل انتهى كل شيء ¿

حين تحولت ثورة الربيع العربي المشؤوم في سوريا وليبيا إلى حروب بين النظام السياسي والمعارضة وحدث فيهما ما حدث كنا نقول أن اليمن ليست سوريا ولا ليبيا ولا العراق ولا أي دولة أخرى وكنا نبرر أن (اليمن غير) اليمن أرض الإيمان والحكمة ولا يمكن أن تنجر إلى الحرب وبخاصة أن الشعب اليمني شعب مسلح وكأن امتلاك الشعب للسلاح هو الذي يمنع من الحرب كما هو الحال مع سياسة التعايش السلمي الدولي فامتلاك الدول الكبرى التي تدير العالم للقنبلة النووية هو الذي يحول دون اشتعال الحرب بينها.
كنا نشاهد ما يحدث في سوريا والعراق وليبيا من موت وخراب ودمار فنحمد الله أن خصنا بسياسيين عقلاء حكماء حريصين على وطنهم وشعبهم ويسعون من أجل سلامتهما وتطورهما وأن اللجوء إلى الحوار في حل الأزمة هو عين العقل.
كنا نعتقد ونظن هذا ولم يخطر على بال أحد منا شيء غير ذلك فقد كنا نحسن الظن كثيرا ونتفاءل بالخير فنحن يمنيون ويكفينا فخرا أن نكون يمنيين ولو لم نكن يمنيين لتمنينا أن نكون يمنيين فاليمنيون لا يفعلون إلا ما فيه الخير ويشهد لهم العالم أجمع أنهم كذلك وأنهم وسطيون في دينهم وفي حياتهم لم يعرفوا تشددا ولا تعصبا ولا غلوا نشروا الدين بتعاملهم وتسامحهم وبالحكمة والموعظة الحسنة ومن لم يعرف هذه الحقيقة عن اليمنيين فهو جاهل ومن يستنكرها فيهم فهو جاحد مكابر.
إذن ما الذي حدث¿ هل انتهى كل شيء¿ هل نحن اليوم شعب آخر أو أننا لا زلنا يمنيين¿
هل كنا خلال السنوات الأربع الماضية نراقب ما الذي سيفعله المتحاربون في سوريا وليبيا وما هو حجم القتل والدمار والخراب الذي ستسفر عنه الحرب فيهما لنشعلها حربا يمنية شعواء ندخل بها إلى موسوعة غينيس لنأخذ الرقم القياسي في عدد القتلى وفي تدمير البنية التحتية وفي كثرة عدد النازحين والمشردين وفي عدد الجائعين وفي انتشار الأزمات وانعدام الخدمات.
هل كنا حقا نريد أن نقول للعالم انظروا إلينا كيف نتميز عن الآخرين حتى في الحرب¿ لتكون حربنا بلا هوادة وبلا رحمة¿
حربنا تشترك معنا فيها دول أخرى من الإقليم ومن الشرق والغرب.
لقد هان علينا يمننا وشعبنا فهان يمننا وهنا على الآخرين دمرنا جيشنا ومقومات قوته ووطنيته وعزته وهيبته فجاءنا العدوان حتى من أشقائنا ليدمروا ما لم نستطع تدميره ونحن نعلم ببؤسنا وفقرنا وأن هذه ليست حربنا ولكنها مسرحية تدور أحداثها على أرضنا وما نحن إلا الكومبارس أو الممثلون للأدوار.
ليس لنا إلا أن ننهي هذه الحرب قبل أن ننتهي وينتهي كل شيء ويجني غيرنا المكاسب بردا وسلاما.

قد يعجبك ايضا