جمهورية ” نصعú ” !
لقد فشلنا فشلا ذريعا في مواجهة العدوان الغاشم الذي انتهك سيادتنا وكرامتنا وسفك دماء الآلاف من أبناء شعبنا وعاث في ممتلكاتنا ومقدراتنا دمارا وخرابا ولا يزال يخنقنا بحصار بري وبحري وجوي .
ومن غير اللائق أن يخرج علينا اليوم أو غدا سيد أو زعيم ليقول لنا بأننا انتصرنا فالمعركة كانت من طرف واحد وكان اليمنيون وممتلكاتهم مجرد “نصع ” .
علينا الإعتراف بأن هزيمتنا نكراء ومهينة أيضا . وهذا ليس عيبا وليس إنتقاصا من صمودنا وصبرنا وشجاعتنا فلم نظهر خضوعا ولم نعلن إستسلاما وأسباب الهزيمة ليست وليدة أيام ولا أشهر ولا حتى بضع سنين وإنما هي حصاد لسلسلة من الأخطاء المتراكمة لعقود .
لنعترف بالهزيمة بصوت عال وبلاخجل . وعلينا أيضا أن نستحضر مشاهد أشلاء الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ والجثث المتفحمة في كل وقت وحين .
منها يستلهم الفنان لوحته والشاعر قصيدته والكاتب مقالته وروايته .
قد نتساهل مع الفنان والشاعر والصحفي والكاتب ولكننا لن نتساهل مع السياسيين الذين سيتنافسون للوصول إلى كراسي الحكم ليتولوا مسؤولية حماية الشعب والوطن . وإن قبل حكامنا أن يكونوا مجرد دمى لأعدائنا في الخارج
فنحن لا نقبل كشعب أن نعيش على أرضنا تحت ظلال الطائرات السعودية والأميركية بعد الآن . لا نريد أن تكون أرضنا وشعبنا مختبرا لجيوش الخليج وأسلحتهم .
بناء المستقبل ليس قرارا للأحياء وحدهم بل هو وصية الضحايا أيضا وفي هذا يقول الكاتب والروائي الأرجوايي ” إدوارغاليانو” الذي رحل في الـ 13من إبريل الجاري :
” كل اللافتات والرايات لا تساوي ثمن حرقها وأبطال هذه الحروب ليسوا سوى دمى إعلام يغسل في عقول ميتة أما الضحايا فلهم الحق وحدهم في تأسيس المستقبل على قواعد لا يتكررون فيها . “
لا نريد من أحزابنا وساستنا في ” المستقبل القريب ” أن يثأروا لنا من تلك الدول التي اعتدت علينا ظلما بغير مبرر ـ هذه مهمة أكبر منهم ـ نريدهم أن يعملوا لضمان عدم تكرار العدوان فقط .
ماهي البرامج السياسية التي سيعتمدنها لضمان عدم تكرار العدوان هذه متروكة لهم بحسب شطارتهم وحكمتهم وإيدلوجياتهم ـ إن شاء الله يخلسوا حتى سراويلهم للخارج ـ إذا كانوا يرون أن ذلك هو السبيل المناسب لإقامة علاقة ثقة ومودة مع الأشقاء والأصدقاء ـ كما يسمونهم ـ .
ولا يكفي أن يأتي ذلك الحزب أو السياسي أو المسؤول ليقول لنا في خطاب أو تصريح : خلاص العلاقات مع المملكة زي الفل وأمننا واحد ومصيرنا واحد و”ط….نا ” واحد .. ما ينفعش لازم نشوف الميل في المكحلة .
هذا مجرد خيار وسخ لساسة أوسخ لا يقتصرون على حزب أو تيار بعينه وهم موجودون من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين وقد يتسلمون زمام السلطة أو يشاركون فيها . وبالمقابل هناك الكثير من الأحزاب والساسة الشرفاء الأعزاء الذين سيكون لهم برامجهم ورؤاهم المحترمة لبناء يمن قوي عزيز حر وكريم . يمن يحترمه الآخرون ولا يتعاملون معه كـ ” نصع ” .
aassayed@gmail.com