عن عفريت مصر الذي خدع الخليج..!
نجحت دول الخليج في تنفيذ الجزء الأول من خطة أمريكا وإسرائيل لتدمير الجيش المصري والقضاء على مؤسسات الدولة المصرية وذلك بالإطاحة بنظام مبارك ودعمها صعود تيار الإخوان المسلمين التابع لهم للوصول الى عرش مصر صعد نجم الفريق عبدالفتاح السيسي بتعيينه وزيرا للدفاع في حكومة الإخوان الذين اعتقدوا بأن الرجل واحد منهم وعولوا عليه للمشاركة في تفكيك أقوى جيش عربي نظامي اطلع الرجل على مخططاتهم ودرسها واستشعر الخطر الذي يحدق بأم الدنيا وشعبها ليقود ثورة شعبية من موقعه في حكومة “مرسي” وببزته العسكرية مستفيدا من الغضب الشعبي الذي تعاظم ضد الإخوان فأعلن خارطة طريق وألقى بأول رئيس إخواني في السجن ثم يخلع بزته العسكرية ليرتدي ربطة عنق مدشنا بذلك الجزء الثاني من الانقلاب على حكم الإخوان وداعميهم انتقل الرئيس المصري إلى مرحلة أخرى من الصراع فبدأ يغازل دول الخليج مكررا عبارة ” أمن الخليج من أمن مصر ” ويكتفي بتهديد دولة قطر للضغط على السعودية السعودية بدورها أدركت بأن مشروعها في مصر قد فشل تماما فقررت الوقوف الى جانب السيسي والجيش المصري في محاولة للتكفير عن الذنب الذي اقترفته في حق مصر وبات يعرفه (80) مليون مصري استمر اعلام السيسي بجلد الخليج من زاوية قطر ومغازلته من زاوية السعودية والإمارات .
لم تمر أشهر حتى نجح إعلام السيسي بإحداث خلاف حاد داخل مجلس التعاون الخليجي ولم ينته عام على وصول الرجل إلى سدة الحكم حتى أقنع الخليجيين وخاصة مملكة آل سعود بأنهم معرضون لخطر عظيم وأنه مستعد لحمايتها بجيشه تركت السعودية كل أوراقها في مصر وسوريا والتفتت للبحث عن العدو الذي رسمه “العفريت” في مخيلتها المصابة بالزهايمر بحثوا شمالا ويمينا وشرقا وغربا ليكتشفوا بأن جماعة ” أنصار الله” هي العدو الذي يجب التخلص منه بأسرع وقت نعم اكتشفت المملكة العجوز بأن الحوثيين يهددون أمنها واستقرارها فقط لأن عفريتا من مصر وعدها بالدفاع عنها…!
وبهذا الرجل الذي خرج من تحت عباءة الإخوان وانقلب عليهم وألقى بهم في السجون استطاعت مصر أن تلقي بآل سعود في اليمن..!
وخلال عام ونصف تقريبا من انقلاب السيسي على مرسي وآل سعود أصبحت دول الخليج تنتظر من جيش مصر ” الذي فشلت في تفكيكه” أن يحمي أراضيها من عدو وهمي رسمه إعلام العفريت وتنفق عليه المليارات لإنقاذها .
أعجبني هذا العفريت الذي أجبر المملكة العجوز على تفتيش ملابسها الداخلية بحثا عن سحلية ما وأجبر صحف وقنوات النفط أن تدير كاميراتها الى اليمن الذي لم يشكل خطرا في تاريخه على أحد وكل المعارك التي يخوضها منذ بدء التاريخ هي على أرضه بحثا عن الحب والسلام نعم أجبرهم على تبني قضية رئيس فاشل فقد شرعيته ثلاث مرات وتجاهل رئيس شرعي منتخب في سجن ” ابو زعبل ” . .. وسلامتكم.