ثورة سفري
عمر كويران
لن نحزن على شيء في خضم محصل 2011م سوى أولئك الذين استشهدوا في الميادين من غير ذنب اقترفوه سوى مطالبتهم بحرية العيش بكرامة في سبيل النهوض بالوطن ولم نكن نعرف سلفا أن 2011م سيلحق الأذى في محط المعاناة بما ساقته سنوات ما بعده حتى اليوم في ظل خلخلة المحيطين بهذه السنة التي بدأت بما لم يقتنع المجتمع بموضع ما سمي بالثورة..
فكل من اتصف بالمسمى الثوري حمل ما طاب حمله من متمناه عبر ما اكتسبه في مصلحة منحته صلابة الموقف لمزيد من المصالح الخاصة به فالجميع التف حول الشباب الذين اعتبروا التفافهم بصحة التأييد وإذا بهم يكتشفون غير ذلك في معقل النية .. فأتى من أتى ممن لا شأن لهم واقتحموا الموقع وأدخلوا البلاد في متاهات لا طرف لها تشعبت الأمور وتولى آخرون المهام بقياس ما لديهم من مقاييس.
ورغم هذا لم ينجح خط قيامهم لأنه مشتبك بعدة خطوط جميعها لها وجهات نظر متعددة غير معروفة الاتجاه.
هانحن اليوم في مربط الربيع العربي يمننا الحبيب قابع في الطريق ينتظر الإسعاف على يد من استوعب المهمة وتمسك بها لعله يجد في إسعافه للبلد مخرج يعني على إعادة صلابة الموقف تحت سقف يربطه بصلة المبتدى في محاولة لا ندري كيف المنتهى منها في مرقد من بقي لا يرى سوى رؤيته على طاولة التحاور الذي لم يستقم حواره بعد في غمرة الازدحام بالرؤى.
المطروحة بتبايناتها .. فأصبح شعبنا لا يدري أين هو من موقع الأمان الذي توخاه من مصدر ما قيل عن ثورة تغيير فينظر إليها أنها ثورة سفري لمستعجل من أرادوا أن تكون بهذا المستوى الذي نعيش عذاب واقعه ولا يعلم إلى متى سيتم عرض هذا المسلسل بمنتجه وسيناريوهات وكم حلقات تم اعتمادها للعرض ومن هو البطل في عداد الحلقات المعروضة فمجتمعنا يتفرج كل يوم على الحلقة من دون تركيز يضعه أمام الاستيعاب الذي يمكنه حقيقة المعرفة بما يدور خلف الكواليس.
الله يعين شعبنا على القادم المجهول في مربع المكان ويعطيه محاسن النوايا لمن اعتمد نيته لمصلحة الوطن في مسيرة خطاه .. وعلى من يسوق لهذا الشعب سوء النوايا فليعلم أن للصبر حدود في ملتقى الخسارة الكبرى التي ستلغي وجوده من على سطح الأرض بإذن الله.
فاليمن محفوظ بحفظ خالق الكون في مجرى الأحداث وإن عظمت على شعبه.
مهما اشتد الخلاف فيما بين الأطراف أو رضي بجحيم حواره .. فالسياسيون بين أوساطه هم لا يدركون معنى السياسة بحقوقية مفاهيمها فيتفاعلون مع الساحة في صورة الأطرش الذي لا يفهم إلى أين المسار بمن اعتمده في ميدان السياسة ظنا أنه ملهم بها.
فلك الله ياشعب اليمن وأنت المنتصر بنصر الله فالطيبة من سماتك في منقط بلدك .. (بلدة طيبة ورب غفور).