المبدع اليمني يعاني مöن الخذلان والتهميش
حاوره/ فايز محيي الدين البخاري

مع بداية الألفية الثالثة ظهر بنجمöهö الوهاجö وموهبتöهö المتقدة التي استطاعتú خلال فترة وجيزة دفعه إلى مقدöمة المشهدö الشعري والأدبي في اليمن. ومنذ صدور مجموعته الأولى (أسرار الرماد) والمتابعون له يلاحظون تطورا هائلا يحدثه هذا الشاعر – المتكئ على الأصالة – في جسدö القصيدة العمودية التي يقول عنه البعض بأنه ربانها الماهر من بين كل شعراء بداية الألفينية الثالثة.
إنه الشاعر القدير فيصل عبد الله البريهي الذي كان لنا معه هذا الحوار الممتع والشيق الذي استطعنا مöن خلاله الإبحار معه في مختلف جوانب المشهد الثقافي اليمني مع الغوص في بعض تفاصيله الشخصية ورؤاه الذاتية التي تعكس شخصيته الفذة.
فإلى الحوار..
• بداية كيف تحب أن تقدم نفسك للقارئ (( نبذة تعريفية ))¿
– فيصل عبدالله أحمد البريهي من مواليد عام 1967م آنس – مديرية جبل الشرق محافظة ذمار. متزوج وله سبعة أبناء: ثلاثة ذكور وأربع إناث. يعمل ضابطا في القوات المسلحة اليمنية. عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عضو مجلس أمناء بيت الشعر اليمني. له الكثير من المشاركات الثقافية عربيا ومحليا. له العديد من الإصدارات الشعرية والقصائد المنشورة في الصحف والمجلات اليمنية والعربية والمواقع الإلكترونية. ذكöر في معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين ط2/ 2002م كما ذكر في موسوعة أعلام اليمن للدكتور/عبدالولي الشميري الطبعة الأولى.
• متى بدأت تقرظ الشعر¿ وما أساسيات ثقافتك في هذا المجال¿
– بدأت كتابة الشعر منذ عام 1980م وأنا في الثالثة عشرة من العمر تقريبا أما أساسيات ثقافتي فتتمثل في كثرة قرائتي وإقبالي على إقتناء كتب الأدب واللغة والتاريخ وهي المصدر الرئيسي في تنمية ثقافتي ومعارفي الأدبية خاصة كتب الشعر والأدب في الصدر الإسلامي والعصر العباسي الأول والثاني كذلك الأدب الأندلسي إضافة إلى بعض كتب الشعر الجاهلي.
إلى ذلك مواكبتي لمعظم إنتاج العصر الحديث عبر وسائل الإعلام المتمثلة في الصحافة المقروءة الورقية والمسموعة قبل ظهور وسائل تقنية المعلومات والصحافة الالكترونية التي يتسم بها عصرنا الحاضر علاوة على ما وقع في أيدينا من إصدارات الشعراء والكتاب المعاصرين الذين تسنت لنا معرفتهم والتقينا بهم في العديد من المناسبات والمهرجانات الأدبية والثقافية داخل الوطن وخارجه فكانت رافدا ثانويا للتنمية الفكرية والمعرفية وتبادل الخبرات …. إلخ.
هيبة الزامل
• هل للبيئة الريفية التي نشأت فيها أثر في تكوين ملامح تجربتك الشعرية¿
– لاشك في أن للبيئة التي نشأ فيها أي شاعر أثرا في تكوين ملامح تجربته الشعرية خاصة البيئة الريفية اليمنية التي تتميز بعاداتها وتقاليدها في مختلف المناطق اليمنية عموما ولكنها تتفرد بطابعها الشعبي شكلا ومضمونا بحيث تتحكم فيها اللهجة الشعبية السهلة والمعمول بها في التخاطب والتعامل اليومي ما بين أبناء المجتمع إلا أن لثروتها الأدبية مكانة رفيعة … فكثيرا ما يؤخذ بها في شتى المجالات والمناسبات ويغلب فيها ما يسمى بـ «الزامل» الذي يعرف عنه أنه قد يشعل حربا أو يطفئها بين أبناء قبائل اليمن ومازال محتفظا بهيبته ومكانته حتى اليوم وكل اليمنيين يعرفون ذلك .
وأنا من أبناء هذه القبائل وشاعر من شعرائها ولي العديد من الإسهامات الأدبية والمساجلات الشعرية الشعبية بيني وبين عدد من الشعراء الشعبيين ولي في ذلك ديوان شعري كبير بعنوان «بروق الخريف» يحتوي على كثير من القصائد الشعبية في مجالات متعددة.
لكن ذلك لم يكن حائلا بيني وبين كتابة الشعر الفصيح الذي هو همöي وشغلي الأكبر الذي ظللت أكتبه ما يربو عن ثلاثة عقود من الزمن وأصدرت ما يقارب العشرة دواوين فيه حتى الآن ونشرت المئات من القصائد عبر الصحف ووسائل الإعلام المختلفة والذي بموجبهö – كما أسلفت – ذكرت في معجم البابطين كأحد الشعراء العرب المعاصرين وفي غيره من الموسوعات الشعرية كما أجريت العديد من الدراسات والبحوث الجامعية على العديد من دواويني الشعرية.
شخصيات لا تنسى
• من هم الأشخاص الذين لا يمكن أن تنسى لهم الفضل في مشوارك الشعري والأدبي¿
– يوجد الكثير من الأشخاص الذين لهم معي مواقف لا تنسى وكل حسب ما بذله معي من جهد وعلى رأس هؤلاء الأشخاص الشاعر الكبير الأستاذ / حسن عبدالله الشرفي وهو أول من دفعني وشجعني على طباعة ونشر ما أكتبه وقد كتب لي مقدمة ديواني «بسمة في شفاه الفجر» الذي يحتوي على بعض ما كتبته في عقدي الثمانينيات والتسعينيات إلا أنه تأخر إصداره إلى الترتيب الثالث بسبب أنه ظل حبيس أدراج وزارة الثقافة وبعض المؤسسات الثقافية الت