وللأطفال مبادرتهم !!
عبدالرحمن بجاش
الفئة الوحيدة التي لا نعيرها اهتماما في حياتنا هم الأطفال , وحين نتحدث عنهم فنقول (( جهال )) , فنصمهم بالجهل , وهي العلاقة الوحيدة لنا بهم فقط !! حيث نكرس الجهل في حياتهم , ونبدو دائما أن لاعلاقة بيننا , ونتناسى تحت وطأة الانشغال بهم , فنتركهم للشارع يشكل وعيهم , وقنوات تجرفهم كلا في اتجاه , ثم نتناسى أن كل الصراعات , وكل المماحكات , يفترض أنها من أجل مستقبلهم !!! , وحين يحسون هم باعتبار أنهم يشيبون من هول ما يجري عند الفجر فقد ثأروا لأنفسهم ونزلوا إلى الشارع , وقالوا (( هذه مبادرتنا )) !! , لحل كل التباينات والخلافات بين (( الكبار )) , فما رأي (( موفمبيك )) لو ينصت للأطفال أحباب الله¿¿ , فربما ولأن نفوسهم لم تتلوث بعد بالدخان سواء أبيضه أو أسوده , فتكون مبادرة نقية نقاء نفوسهم وطهرها ولأن لاحكماء في البلد , ثم أن المستقبل مستقبلهم , وما يفعله الكبار اليوم هو تدمير كل أرضية للتفاهم , يعني بكل بساطة القضاء على حياتهم , وتدمير كل قواعد يقوم عليها مستقبلهم ,(( كا جربوا)) , واسمعوا هذه المرة أطفالكم , فربما تكون الثالثة حاسمة كما يقال !! , وأن يصل الأمر إلى الأطفال فيعني أن الكبار اعتموا فلم يعودوا يرون إشارات الطريق , فمن كل تراكم النقمة , وتراكم اللاشيء , ظهر الكبار يخوضون فيما لا طائل من ورائه , كل يعبث , كل يبتز , كل يرى الدنيا من زاويته أو خرمة الابرة الضيقة , ويرى الدنيا سوداء , والبشر من حوله أقزاما , ولا يرى في الوجود سواه , وكل قول يقوله مجرد عبث وكلام تذروه الرياح , لذلك لم يصلوا إلى حل ولا إلى اتفاق , وأن وصلوا فينقلبون على ما يتفقون عليه , وان أنقلبوا اكتشفوا كل ما بنوه مجرد هباء منثورا !! , لذلك تجد حياتنا وقد أغلقت كل أبوابها , ونوافذها , وصارت هشيما تذروه الرياح , ونحن وقد تحولنا إلى مجرد لافتات قديمة تتقاذفنا نسيمات الهواء المحملة بالغبار , الآن يلهث الجميع لا يدرون إلى أين ¿ يبحثون عن اليقين فلا يصلون إليه , إذ أن الوصول إلى تخومه مقرون بالتعب , بالصبر , ونحن فقدنا الصبر , ولم يعد لدينا القدرة على تلمس الطريق الصحيح للخروج إلى أفق الله , لم يعد هنا أفق , سوى أفق الطرش والعمى , وشعارنا العام أضحى (( عمياء تخضب مجنونة )) , هل بالإمكان وقد ضاعت البوصلة أن نلجأ للأطفال حيث عيونهم لا تزال بهية قادرة على النظر إلى الأفق البعيد ¿¿ جربو مرة واحدة , تنازلوا عن حمقكم , وقصر نظركم , والجأوا اليهم , فقد يكون الحل بيدهم …………..والاتفاق ………أقول قولي والضيق يكاد يخنقني …..