هل من أحد استخلص الدرس ¿¿

عبدالرحمن بجاش


 - مثل هذا اليوم من العام 2011م خرج الشباب ينادون بالتغيير , ويرفعون شعاره مطلبا شعبيا تدفق كالسيل وفي كل الاتجاهات , منه ما سقي به الزرع والضرع ومنه ما شرب
عبدالرحمن بجاش –

مثل هذا اليوم من العام 2011م خرج الشباب ينادون بالتغيير , ويرفعون شعاره مطلبا شعبيا تدفق كالسيل وفي كل الاتجاهات , منه ما سقي به الزرع والضرع ومنه ما شربه البعض حتى التخمة , ومنه ما تبخر بفعل ضربات الشمس من كل الاتجاهات , ومنه ما (( حقن )) وتحول إلى مياه راكدة , الآن تتبدى الصورة ظاهريا كلاشيء تذروه الرياح حتى وصل الأمر بمن يجهدون أنفسهم ضربا للشباب تحت الحزام , أن من يلعن (( بوعزيز )) الذي انتفض على ظلم الإنسان المتسلط بسلاح الدولة قهرا وصل بالناس إلى الخوف من مرور الشارع الذي انتصبت عليه مرجعية القهر وقمع حق الإنسان حتى في القول (( وزارة الداخلية )) التونسية التي كان مبناها فقط كمبنى يرعب الناس إلى درجة أنهم يخافون من المرور أمامها !! , لمن (( يلعنون )) بو عزيز من الأقلام اليمنية , يكفي أن الحريق الذي اشتعل في نفوس التوانسة خلصهم على الأقل من الخوف من المرور في ذلك الشارع , هل تتذكرون المرور من جانب دار البشائر ¿¿ البعض ممن يلاعن ولاعن أبو (( الربيع العربي )) الذي وئد في المنتصف كنتيجة , بينما الفعل لا يزال يعبر عن نفسه حتى بإشكال بعض التطرف , يتخيل أولئك ((الملاعنين)) , أن الشباب خلاص يئس وأن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه !! , هؤلاء قصيري نظر لا تدري سر العداء بينهم وشباب طاهر خرج يبحث عن مخرج للجميع فسرق فعله من خسر كل شيء كنتيجة طبيعيه لقصر النظر ولغياب قراءة الواقع ومتغيره أولا بأول !!, هذا الوضع ((المفنتش)) هو استمرار بحث عن المخرج , ولو تخيل الذين يظنون أنهم سيعودون كيف هو الواقع فسيحرمون مجرد التفكير في العودة , هنا شئنا أم أبينا قوه جديدة تأتي على أنقاض قوى تذهب تدريجيا , مهما حاولت تلفزيونيا وعلى أعمدة الصفحات الأخيرة أيهام الناس أنها عائدة, فإن شروط الواقع وتجلياته لا تقول بما يظنون , فلم تعد الحسبة نفس الحسبة , وعلى من لديهم تجربة وبقية من عقل أن يعيدوا الحساب , فهذا المخاض لن ينتج نفس الشروط وحتى الأدوات , ولذلك قلنا غير ناصحين بل كرأي : تمعنوا ما حدث يوم 21 سبتمبر , أخضعوه للبحث , واستخلصوا الدرس , كذلك يجر السؤال نفسه : هل اخضع أي من الأحزاب للتمحيص ما حصل يوم 11 فبراير 2011م للإجابة على الأسئلة المثارة : هل ما حدث ثورة ¿ أم انتفاضة ¿ ماذا حدث بالضبط ¿ الجميع يقيم كل ما مر بنا من ذلك اليوم في مقايل القات , ويجيب عن أسئلة مفترضة في الدواوين على رائحة التبغ وخيوط دخان السجائر ونشوة أنواع القات !! وبالمقابل ترى من يتعصب لـ 2011م إنشائيا , ولأن لا مراكز بحث ودرس في كل حزب , تقدم للقيادات رؤى أفقية بانورامية تجيب عن أهم الأسئلة , لصياغة رؤى ومشاريع , لذلك ترى الكل تائها , بينما القبيلة مثلا تدرك متطلبات اللحظة بحدسها وضرورات الحاجة وتتجدد وتتأقلم مع اللحظة ومتطلباتها , ولذلك, انظر فالمشائخ هم من يتصدون بنجاح لكبح اشتعالات النار هنا وهناك أفضل من الأحزاب والنخب والدولة في أكثر صورها هشاشة أو حضورا !! , بدون حساسية فالاشتعالات تطفئها القبيلة برموزها أسرع وبضمانات أفضل من فرق الدفاع المدني , من العام 2011م وأسئلة كثيرة وكبيرة تنتصب أمام ناظر الجميع , بينما ترى كل القوى ضائعة تبحث عن صفقات أو تدور في نفس الدائرة , لأن لا تراكم أمامها يهديها إلى الطريق الصحيح , بدليل أن حزبا من الأحزاب يذهب الصباح في موقف , وبعد الظهر تجده في مقيل فريق آخر , وفي الليالي القارسة البرودة يسجل رأيه في الفيسبوك (( كذاك )) على ما قال صاحب صنعاء الذي سأل جنديا مصريا وقد استغرب لاسم لم يمر عليه من قبل , قال الجندي (( اسمي سمير )) قال الصنعاني صاحب الروح السمحة (( كظاك )) …هل استخلص أحدكم الدرس ¿ يظل السؤال معلقا …….

قد يعجبك ايضا