عيش الناس غير الكريم

خالد الصعفاني


 - .. لأن هموم الناس وعيشهم الكريم ما كانت يوما ضمن أجندات السابقين إلا ما رحم الله , فقد كان سهلا على اللاحقين أن يمحوا تلك الفروض الحكومية من الأجندة الحكومية عمليا بعد ذلك ..
.. لأن هموم الناس وعيشهم الكريم ما كانت يوما ضمن أجندات السابقين إلا ما رحم الله , فقد كان سهلا على اللاحقين أن يمحوا تلك الفروض الحكومية من الأجندة الحكومية عمليا بعد ذلك .. ولذلك بلغ الشعب اليوم مبلغه من تكفف الخدمة الضرورية بطريقة حولتنا جميعا إلى شحاتين على أبواب الوالي والمسؤول ولا خير هنا من إطلاق ” لا حول ولا قوة الا بالله ” ..
.. كان الناس بالأمس يصارعون الكلفة المعقولة للغاز المنزلي وباقي قائمة المحروقات التي بفضل ” الحدثثة “أصبحت ضروريات عيش ورزق وعمل وإنتاج على كافة الصعد .. أما اليوم فأصبح الصراع على نحو أكثر ضراوة ومضرة .. غاز معدوم وإن ظهر فبطريقة الممنوعات وأكثر بكثير من سعره الرسمي .. السبب الرسمي المعلن سوء توزيع لكن ربة البيت لا تعرف من حديث المسؤولين إلا توافر دبة غاز تحولها إلى امرأة ناجحة في بيتها وإلا فملاذها ” ماذا تفعل المرة المدبرة في البيت العطل ” ..!
.. أما أشقاء الغاز من بنزين وديزل فقد عرفنا جميعا كيف صعدت اسعارها بقرار أهوج لحكومة الوفاق وكلفت البلد أزمة خانقة بعد ذلك وللآن لا زالت تبعاتها الكارثية على الوطن وناسه ووحدته ماثلة وحاضرة بقوة ..
.. ياااااااه .. كانت أسواقنا “غاغة” فتحولت مؤخرا إلى “غاغة” مضروبا في عشرة .. كانت الأسعار مجنونة لكنها اصبحت أكثر جنونا .. والأشد والأنكى أن هذا المرار ترافق مع موجة جفاف في مستحقات العاملين في القطاع الحكومي وبعض الخاص بطريقة غير مسبوقة تنذر بكل ما لا يطمئن ولا تحمد عواقبه .. قيل أن المصائب لا تأتي فرادى وهو ما يعاينه أغلب الشعب هذه الأيام ..
.. لا نريد البكاء على الماضي فقد كان سيئا هو الآخر لكننا مع الأسوأ نتحسر على كل سيء سبقه .. كما أن المقارنة بالمستوى الطبيعي لعيش الناس ليس إلا محاولة للانتحار على حدود الحمل الكاذب بغد أفضل وحياة أكثر كرامة وعيش أكثر طراوة..!
..ولاحظوا أن مشكلة الغاز المنزلي هي الأسوأ الآن تقريبا بين مجموعة المحروقات .. وزاد أسى الحال أن الغاز لم يعد يضخ الحياة في منازل ربات البيوت فقط بل أصبح قطاعا واسعا من السيارات الخاصة وسيارات النقل تتزود غازا وهو ما عاظم المشكلة ووسع الأزمة وهذا يعيدنا إلى قرارات حكومية أخرى ولدت من رحم “مقيل” فكانت نتائجها كارثية كما نرى ..
أخيرا:
.. في ظل الأوضاع الحالية أصبح العيش الكريم جمرا في يد صاحبه .. وقصة شبر الدولة وذراع القبيلي لم تعد مطمئنة كما في السابق لأنه حتى السياسيون فشلوا في تقديم اأفسهم إقليميا ودوليا بشكل يبعث على الاحترام .. ومع بقاء أبواب خيارات الأوضاع السيئة مفتوحة حتى اللحظة يتعاظم القلق على العيش الكريم في الغد .. وهنا لا أكثر خيرا من رفع أكف الضراعة إلى الله أن يلطف بما جرت به أقداره على هذه الأمة المعسرة ..

قد يعجبك ايضا