فضائيات تسمم ذات اليمنيين …
عبد الرحمن بجاش
ليس هناك وبالمطلق إعلام محايد , هي مسلمة لا جدال فيها , لكن هناك قواعد مهنية تلزم كل وسيلة إعلاميه انتهاجها وإلا تحولت إلى آلة دعاية , وفي معظم الأحوال وسيلة تحريض , وتستطيع أن تتبين اتجاه كل قناة فضائية من علو أو انخفاض صوت المذيع , فمذيعة العربية تلك اللبنانية التي لا تتعب , تجعلك تدرك فورا أي اتجاه تمثل , ولمن تعمل , وإلى أين تريد أن تصل برسالتها , ومضمون الرسالة , والمراد منها في النهاية , لمن يدرك فيهرب منها فورا , تأتي إلى الجزيرة فيفجعك احمد منصور بتوجيهاته لك ماذا تفعل وما عليك وما ليس عليك !! , أما فرانس 24 فبلغة العصافير يمررون رسائلهم , حتى إذا أتيت إلى الـ bbc فتكتشف الخط الذي يسير عليه مراسلها , أما روسيا اليوم فبعيدة بعيدة , حتى إذا أتتك الميادين فربما هي الواضحة وضوح الشمس كخط إعلامي تبعا لخط سياسي معلوم , هذه القنوات جميعها باستثناء روسيا اليوم على اعتبار أن موقف روسيا أساسا من أحوال اليمن كأنه موقف مجاملة – واضحة كخط عام – , أو رفع عتب , ليس للصين قناتها ((المصيحه)) حتى نستطيع الإمساك بتلابيب خطها العام , في الأول والأخير تبدو الصين في هذه اللحظة عالميا (( تاجر شاطر )) , تبحث عن مصلحتها , تستفيد من انخفاض أسعار النفط , ومن الفراغات التي يتركها المتصارعون من أفريقيا إلى البحار حيث الغاز !! , القنوات الفضائية تسمم عقول اليمنيين وذاتهم إذا صح التعبير , ومعطياتها كم التسريب من خلال مواقع هي مواقع عبث , وسياسيين كل يقيس بمقاسه الشخصي , ومعظمها تذكي النزعات المذهبية, والطائفية, والدينية , وتوزع اليمنيين فرقا وأشياعا !! أما قنواتنا المحلية فترحم الله !! , ولأن الداخل غير واضح المعالم فالواضح فقط أن كل المكونات تهدر الوقت كما هو المعتاد , فإذ تذهب في مواقفها بعيدا وتعود إلى الاقتراب , تبتعد مرات أخرى وتعود من جديد , وتتفق ثم تنقض ما اتفقت عليه , لنجد مرات ومرات أن ما أهدر هو الوقت الذي لو تمت الاستفادة من كل دقيقة فيه لأنجزنا ما اتفق عليه في الحوار واتفاق السلم , ولراجعنا أمر الأقاليم , فليس حراما أن نقول بالفم المليان أن إقليم آزال مظلوم , وعليه نعيد النظر فيه , لم لا .., وتعال بعد أن رفع الجميع أياديهم موافقين على الأقاليم عادت نفس الأيدي والأصوات تلعن في الأقاليم بل وتروج أنها تجزئة وانفصال , ويأتي من يقول لك : أنا قلتها من الأول , فتعلم انه قالها فقط (( للمحانكة )) لمجرد انه كان خارج الموفمبيك ولم يتم ضمه إلى قائمة الرئاسة مثلا !!! , كل يغني على ليلاه أو ليله لا فرق !! , إذا خلصت النوايا وتوفرت الرؤى التي تعظم شأن البلاد فيمكن التفاهم حول كل شيء , فعدد الأقاليم ليس قرآنا , بل يمكن التوافق والاتفاق على ما يناسب البلاد كشكل للدولة , فقط يكون الجميع على قلب واحد ورب واحد , أما مقاضاة الأغراض والمزايدة واختلاق الأزمات تنفيذا لأجندات خاصة وخاصة الخاصة , وتسيد نوايا الثأر وتصفية الحسابات فالنتيجة التي سنكتشفها حسب ما هو معتاد يمنيا أننا فقط نوفر مادة للقنوات وأهدرنا الوقت , لأننا نعود دائما إلى المربع الأول , الآن الكرة في ملعب الداخل , والداخل إذا لم يدرك أن الناس لن تقبل أن تظل تابع التابع لخدام خدام أي كان , وعلى الجميع أن يدرك أن المراكز المقدسة لن يقبلها الناس من جديد مهما تراءى لهواة تكرار التاريخ انه يمكن أن يتكرر كما يحلو لهم والأيام بيننا ……