رحيل مهندس المبادرة العربية للسلام ..

عباس غالب


 - رحيل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز يمثل خسارة كبيرة للامتين العربية والإسلامية .. وتحديدا دعمه لعدالة القضية الفلسطينية التي كان أحد المدافعين الأقوياء عنها
رحيل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز يمثل خسارة كبيرة للامتين العربية والإسلامية .. وتحديدا دعمه لعدالة القضية الفلسطينية التي كان أحد المدافعين الأقوياء عنها فضلا عن مساندته السخية في دعم الدولة الفلسطينية والتخفيف عن معاناة الفلسطينيين وفي مختلف المراحل والمجالات والظروف .
ويهمنا في هذا الإطار الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبناها خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبما من شأنه إيجاد تسوية عادلة ودائمة وشاملة للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشريف.
لقد كانت هذه القضية وهموم الامتين العربية والإسلامية وقضايا والسلام العالمي تشغل جانبا كبيرا من تفكير الرجل في حياته لذلك ـ ربما ـ كان من أكثر القادة العرب تجاوبا وتفاعلا مع استحقاقات تلك القضايا الإنسانية الملحة .
وفي هذا الإطار يمكن التوقف عند تلك المبادرات العديدة التي تقدم بها الرجل من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة ودول العالم على حد سواء.. ولعل من أهم تلك المبادرات التي أطلقها الرجل المبادرة العربية للسلام في قمة بيروت عام 2002م والتي حظيت بترحيب اقليمي ودولي غير مسبوق عدا الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والمتعنتة التي وقفت حجر عثرة أمام تحقيق تلك المبادرة .
إن تقاطر قادة دول الاقليم والعالم في وداع العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله يعبر عن تثمين صادق لمواقف الرجل والمهام والمسؤوليات الكبيرة التي اطلع بها من أجل ترسيخ قيم العدل والسلام في العالم فضلا عن بذل الجهد لتوحيد الاصطفاف الدولي ضد كل اشكال الارهاب وذلك من خلال الدعوة للشراكة الأممية في مجابهة هذا التحدي الذي لا يعبر ـ بالضرورة ـ عن جوهر الدين الإسلامي بأي حال من الأحوال والذي يقوم على مبادئ التعايش بين الأمم والشعوب والديانات .
ومن هنا ليس مستغربا ان يكون الرجل كذلك أول من دعا إلى حوار الأديان.. وهو الموضوع الذي استحق ـ هو الآخرـ اهتماما وتأييدا عالميا واسعا خاصة وأنه لامجال لمكافحة ظواهر الارهاب والتشدد والتطرف دون التسلح بروح التسامح والتكاتف.. وبالتالي بحث سبل تعزيز التوافق ونشر المحبة وبث رسالة السلام ودعوة كافة الأطراف إلى الحوار والانفتاح .
ولا يخال المراقب إلا أن تكون القيادة السعودية الجديدة التي تسلم رايتها الملك سلمان بن عبدالعزيز في موقع الاستمرارية على خطى الراحل وتعزيز قيم التسامح والمحبة والسلام وبما يساعد في توسيع قاعدة الشراكة الأممية وتجاوز تحديدات الراهن فضلا عن استمرار الجهد في اخماد بؤر التوتر المشتعلة في المنطقة.. والعمل حثيثا ـ كما أشرنا ـ على المضي قدما في خدمة قضايا السلام العالمي وعلى نحو الخصوص الاستفادة من ثقل المملكة الاقتصادي والسياسي وفي دعم جهود إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لمرجعيات مبادرات السلام وتحديدا المبادرة العربية التي كان الفضل للراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في اطلاقها .

قد يعجبك ايضا