أسوأ ما في الأمر ……
عبدالرحمن بجاش
حين تعود إلى كل ما يقال فتجد الجميع يؤكد على يمنية اليمنيين , وتبعا لذلك على الوحدة الوطنية , وحدهم محافظو (( إقليم عدن )) من كبروه على أنفسهم في هذه اللحظة الأكثر خطرا على ما تبقى من المبنى , حيث معظم السكان وجدوا أنفسهم في غرف معلقة , حيث لم يهب الاطفائيون ولا قوة الدفاع المدني , فالله وحده مع السكان , محافظو عدن كبروه على أنفسهم وقالوا (( لن نفرط بالوحدة اليمنية )) وهو قول بل وفعل عظيمان في هذا المفترق , يصبح معه على الآخرين أن يكبروه مع المحافظين ويعيدوا الاعتبار إلى العقل , ويحسب لليمنيين في الشارع عظمتهم , فانظر إلى آلاف قطع السلاح في كل الأزقة والحارات وحيث أمام معظم المصلين أسلحتهم , لكن قيمة ما تردعهم عن ارتكاب ما نتخيله في ظرف كهذا مجازر مجانية نتيجة الاختلاف حتى على ثمن ربطة قات , ومع ذلك لا تجد رصاصة طائشة تنطلق من الإنسان العادي , ربما هي حاله نفسيه حيث يلجأ اليمني إلى سلاحه فقط تعبيرا عن حاجة لامان قد تذهب هي الأخرى مع الدولة المغادرة , فيتحول كل إلى دولة قائمة بذاتها تحكم تصرفاتها قيم – لان الإفساد طال الرؤوس – لا زالت تسكن الأنفس , هنا تجد الخطأ يرتكب من اليمني الرسمي الذي تاه من القيم إلى دولة مغيبة هو يبحث عنها فلا يجد حتى نفسه !! , ثمة مفارقة عجيبة تلجأ أليها النخب وتحاول جرجرة الناس إلى مربعها , حيث تراها تلجأ حين يداهم الخطر أو الغلط مسؤولا كبيرا فترى النخب تحوله إلى ابن قرية , وتحجب عنه يمنيته , كان تقف مع الرئيس جهويا , وهذا خطأ ترتكبه النخب التي تسعى إلى ملء الفجوات بتمترسها , لكن القبيلي أذكى منها , فيعمل على حماية حدود قبيلته حتى إذا جاءت ألدوله ارجع مساحته إلى المساحة ألعامه , وهنا ضمان أن اليمن لن يتشظى مهما طبل إعلام القنوات وزمجرت أفواه المحللين الذين يبنون تحليلاتهم على ما يعتبرونها معطيات هي أخبار ملفقه تشعل البلاد في المواقع ليلا , كمن يرسل لك آخر الليل رسالة تقول الآن هجوم شرس على منزل , وأخر يرسل إلى زميلي رسالة أخرى تقول الآن تخرج كتائب صواريخ ومدرعات وراجمات , يتبين أنها خرجت من خياله وخيال من سبقه , يتلقفها الخارج ويبني , ويضيف عليها من يسمون محللين بعض البهارات كذلك الذي أصر على أن ((المختطف في اليمن يختطف بناء على رغبته)) !! , أنا بالأمس فقط ذهبت إلى قناف في الجولة فافهمني بلهجته البوسيه كل العبارة وعدت إلى البيت مرتاحا !!! مقتنعا أن الإنسان اليمني البسيط أذكى وأكثر فهما من كل السياسيين والمحللين ومراسلي القنوات الذين يلجأون إلى المقايل ثم يعيدون إنتاج معلومات قاتيه إلى زملائهم تؤزم المشهد ليلا لتقوم صباحا إلى الشارع فتجده (( عوافي )) كما يقول أبناء صنعاء بلهجتهم المحببة إلى نفسي !! , الآن أقول للنخب قفوا مع البلد كله واتركوا محافظاتكم وقراكم وانتمااتكم الشخصية ولا تتوزعوا البلاد بين أغراضكم , فقط أكبروا وأكبروا كل من تقفون معهم بمساحة تمتد من المهرة إلى صعده بأفق محافظي (( إقليم عدن ))….