صورة العرب على الشاشة
عمر كويران
العرب نحن الذين ينظر إلينا من بعد أننا مجرد اسم في زمن العصر الحديث وأهمية أرضنا من مكسب ما بها لنيل المتبقي من هؤلاء العرب.. ولأن الصورة تبدو مجسمة في حدقة العيون إلا أن طبيعة التصوير شبه منقاد إلى حقيقة من هم العرب في حاضر الوقت وبالذات في هذه المراحل التي تمر بهم وكأنهم لم يتخطوا بعد سن الطفولة لمعرفة من هم لأصل المنشأ.. ولن يكتشفوا فيما اعتقد ما معنى سكنهم في هذه البقاع إلا عبر التباهي بماضي من كانوا أياما ليبقوا في خط التيهان مجرد اسم كما ذكرنا آنفا.. وعليهم إنارة المشاكل فيما بينهم من خلال معتقدهم الديني وضرب كل المفاصل المؤدية لمنحهم الاعتبارية كمجتمعات تملك ما لا يملكه الآخرون من الثروات ولا يحتمل أن يفهم العرب من هم الآن على سطح الأرض فالكل من خارج حدودهم لا يرى فيهم سوى رؤية الأبله في سوق عامر بكل شئ…. وهو غير قادر على تنفيذ المتطور أمامه فقط رؤيتهم المستقبل عبارة عن أحلام وخيال وهم وهو المسيطر عليهم في كل عام, يتحدثون عن هذا المستقبل من دون مشروع مدروس في سجلات توجههم.. ولا يعرفون ما معنى التحديات وأخذها في الحسبان ومصنف التفاؤل لا وجود له ولا فهم لخاصية نكون أولا نكون.. فالصورة واضحة على الشاشة في قياس النظر وتفسيره لما سيكون عليه هذا المستقبل برؤى عربية بعكس ما يرى للمسار إليه رحلة مليئة بالمعطيات مطوية بابتسامة عريضة لاستقبال كل جديد بتفاؤل مفعم بالرغبة والإلحاح ولكسب القادم.
هاهم العرب اليوم 2015م على هذا الطريق غير آبهين لمجرى ما هو لهم من مميزات يفترض اكتسابها وتفريد هذا العام في مبتداه بنظرة أخرى تلفت الانتباه بأن الأمل والأمنية هما خط المتجه ولا مكان بعد الآن للمفردات السيئة من تشاؤم ويأس وخوف وقلق أثر على أجيالنا الذي عشنا وهم تلك الفترة وأضاعت أعظم الفرص التي نغتنمها لما يجب أن يكون عليه الواقع وما خلفه زمن الماضي القريب من بقائنا في درك التخلف الذي نعيش حاله بسبب عدم الانسجام لبعضنا البعض. فكيف يمكن لنا أن نلتقي بالمستقبل ولسنا على دراية بمطالبه التي لم نعيرها اهتماما في خلافاتنا.
وفي حال إذا قدمنا على تحسين مكانتنا عبر أوضاع آمنة هل سننجح.. أم أننا تطبعنا مع الماضي بكل صوره ويصعب الدخول في مشتل لسنا قادرين على التفاعل بين مساحاته.. ونبقى في قبصة التقوقع برياحه العاتية التي ستظل جاذب الإحباط في حياتنا من استقرار ونبقى بدون حقيبة إسعاف لذا نحن بحاجة في ذلك المسكن الذي لا مستقبل لنا بين حواسب أزمانه. فيعيدنا إلى مقعد اليأس والتيهان كما كنا ونبيع ما نملك بأقل ثمن من أجل فقط أن نعيش بكيف ما كانت عليه المعيشة تحت وطأة الاستبداد والصراع والبحث عن مصائب نعتبرها نحن العرب تسلية للتعايش مع أسوأ وضع نحن فيه.. كوننا نحن العرب من مواقع اعتبرناها ستفيدنا اليوم في هذا العصر الذي لم يعترف حتى بمقام المسمى كعرب.. نعتقد أننا حروف المعنى أهل شأن في محط أسوأ المواقع.
أين نحن العرب وكيف ستكون خطواتنا مع المتجهين نحو الأفضل لمعايير المستقبل.. وما هي الوسيلة التي ستعيدنا عن الأشكال في مصاف موضعنا بخط العقيدة ومجمل ما ينتهي بها المطاف في جلوسنا مع بقية الأمم.. ألا يكفي ما حصل ونبعد آفاق النظر إلى ما هو أبعد لنستشرف معالم أخرى أم الكلمة والنصيحة تعد غلطا في فلسفة من يطرحهما على الطاولة لنهج الشفافية في القول محرمة في لغة العرب.