يدور معانا علينا !!!
عبد الرحمن بجاش
إذا أردت أن تقيس فاذهب إلى أي مطعم للسلتة , ستجدنا هناك , بين الماء والنار والصياح والصراخ , نأكل مستمتعين , برغم أن بعضهم يقفز من فوق رأسك يدكمك على أم رأسك بجزمته ((صانكم الله)) , ولا نعير الأمر اهتماما , فالكل يطلعú حرارة !!! , يكون الكل يستعد للقات بمخزون هائل من (( قالوا قلتم )) وهات يا سلخ لكل شيء , وشطح في كل شيء , فإذا انفض الجمع خرج كل منا وقد رأسه ملان من كثرة الحشوش , ومن على السرير صباحا إلى الحياة العامة , لنسكب كل المخزون صالحه وطالحه , وعيوننا محمرة من قل النوم !!! , لاحظ أن كل نقاشاتنا ومشاريعنا وأفكارنا نعتصرها مع القات , وبعدين هاتلك يا نتائج عوجاء !!! , لا يوجد تراكم نوعي في حياتنا , فترى المراحل مجزأة , لا تمسك هذه لتفلت تلك ,ولا تجد ممسكا حتى لأفكارك !! , وانظر فكثيرين جدا يلتون ويعجنون حول الدستور ولا يدركون انه لا يزال مشروعا لا بد من مناقشته في مستويات كثيرة منها الشارع , ومع ذلك تجدنا كلنا متخندقين في وجه بعض في طشاشة لا أول لها ولا نهاية , فنستخلص أحكامنا من السماع والشائعات ونبني عليها فنبالغ ونشكك ونحرض ثم نرتمي هالكين في حضن نظرية المؤامرة بعد أن يتحول كل منا إلى عبده العريف عن حق وباطل !!! , و نقاتل من أجل تمرير ما نصر عليه لنحس بلذة الانتصار على الآخر ونتحدث ديمقراطيه , ثم نكتشف أن كل ما تضاربنا من اجله غلط كله , لكننا ((نقمر)) ونستمر نبني حتى تتكسر القلاصات !! ,وكم يا قلصات أجزاءها مبعثرة , وللأسف الشديد فلا نستخلص النتائج , لأننا تربينا على (( ما بدا بدينا عليه )) , وإذا قرأنا نقرا مستعجلين , وإذا استمعنا فعلى الماشي , فتأتي أحكامنا على السماع , وانظر فهذا تراه ينطبق على القضايا الكبيرة , حيث نحولها إلى مناسبة للتباري أو المناجمة , أو المخرط , فنستخدم لغة التفرطة , فيصبح الأمر من أوله إلى آخره تفاريط , ويا رحمتاه من ديوانه كبير !!! , وكلما ظننا إننا وصلنا إلى خط النهاية عدنا من الأول لأن لا أحد يعد فالكل مشغول , وعندما نصل فنقرر في لحظة طشاشة أيضا العودة إلى خط السباق من أوله , حتى إذا اطل علينا احد من كوكب آخر فيجدنا ندور كجمل المعصرة !!! وهو ما يحدث بالضبط من العام 62 , فكلما قلنا عساها انجلت قالت الأيام ليش والعجلة عادكم في البداية , نتصايح نضرب رؤوسنا ببعضها نحس الألم , فنتوقف قليلا لنفجر في خصومتنا , فإذا استعدنا لحظة صفاء بحق القبúيلة عدنا والقلوب مليانة فننفجر من أول لحظة في وجوه بعضنا !!! , مناسباتيين أعمالنا , مراحل حياتنا كل قطعة لوحدها , وانظر فالقات يلعب الدور الأكبر في مراحل صناعة القرار هذا إذا كان هناك مراحل من أصله , وتحت وطأة التخزينة ننفعل فنصدر قراراتنا تحت وطأة القلق الذي يعشعش نفوسنا بسبب المواد الكيماوية !!! وبسبب القلق أيضا فلا نجيد الإنصات , فنسمع نص الخبارة ونغادر ونبني على ما سمعنا , لذلك تأتي أحكامنا مبتسرة , وحيث لا إدارة فلا نجيد إدارة الوقت , فنهدره في ((قالت وقلتي)) ولا ننجز , الآن كل شيء على خشبة مسرح عبثي , كل القلافد مرجومة في كل الأنحاء , والجمهور يصيح ويصرخ ويرجم القلافد في كل اتجاه , كله في مطعم السلته يصرخ , كله مطشش ولا يريد السماع , والعقلاء على قلة عددهم يتوارون هناك في زاوية المسرح لا يدرون أيبكون أم يضحكون !! , بالله عليكم لمن هم على الخشبة فقط لو تحسبون كم الورق الذي أهدر خلال الأشهر التاريخيه فستملأ مخازن , وأنتم نسيتوا كل شيء , والأغرب أن أعضاء مؤتمر الحوار يجلسون عل الكراسي الخلفية صامتين لا يعنيهم الأمر!!! , فقط انظر فالنساء يعددن موائدهن خلال ساعات طوال ونحن الرجال نأتي لنأكل في دقائق !!! وقس على هذا كل مفردات حياتنا , وإذا تواجهنا فندخل العام بالخاص , فنتوه , فنعود للبحث عن أنفسنا فلا نجدها , فنستعين بالجيران (( عند الله وعندكم دوروا معانا علينا )) , الآن كلنا ندور علينا فمن يجدنا ¿¿ وهل هناك إذا وجدنا أنفسنا , عاد باقي فسحه للعقل , أم أن الطشاشه ستستمر حتى نهاية التخزينة وما بعدها , أرجو ألا يكون القات شرو !!!!!!!.