عود يابس
محمد المساح
يتجلى السوق أمام البصر وتبدو المعروضات والأشياء ببريقها المعتاد هيأت وأشكال تكوينات متباينة وأحجام مختلفة.
ترحل العيون بلهفة الرؤية تلف في الفراغات التي تحتضن الأشياء ويكتم العارضون في أعماقهم تهليلات سرعان ما تحبط في نفوسهم لأن العيون أمامهم لاتشي أبدا بأن أصحابها سيتقدمون أكثر من تلك الخطوة الواقفة غير بعيد من المعروض أي كان.
رغم التشجيع الذي يبديه العارضون في عيونهم.. فإن العيون المواجهة لهم..هي عيون محتارة يضيع بصرها في بحر من الضباب الغائم لا تدري حينها هل تنكسر النفس عند المستطلع العابر أو العارض الواقف خلف الأشياء والمعروضات هو السوق إذا عارض ومعروض شاري وبائع لكن مفردات الكلام صامتة لا أحد يغامر بفتح المساومة الاشياء وحدها والمعروضات في وحدتها الساكنة.. محتمل أنها الوحيدة التي تتبادل الحوار في ما بينها صمتا.. اما الناس فقد صاموا عن الكلام عيون تحزر وأعيان تتحازر تسأل فلا يعود لها جواب شاف.
يمضي العابرون يتحسسوا جيوبا خاوية يتنهدون سرا في الأعماق.. لو توجد النقود..! أين النقود¿.. لانقود النقود هاربة!
تتغير الأزمات كما تتلون الأيام تختلط الجغرافيا بالتاريخ تتكوم الأسئلة وتتراكم التساؤلات تفتش عن مخارج تطمئن النفس لكن نفوس الناس تغيب في متاهات الحيرة وتضيع في دهاليز معتمة تسأل وتعود.. كيف تكون الأيام الآتية¿
ما للحواس تصاب بالدوار ترى الناس ينامون في سيرهم العيون مفتوحة إلى آخر مدى.. ولا تدري ذلك الحضور يغلفه الغياب هل هم موجودون فعلا.. أم تصاوير ومجرد أطياف يسيرون في نومهم يغيبون في صحوهم تتعب النفس وهي تقلب الأيام يخدرها الألم ويعجنها حزن عاتي ويخرقها مرقاهر ليس هناك ماهو محدد ومؤكد انتقال من تردد إلى آخر.. وكيف الحال بين – بين.
لما تحررت المدينة عدن من منفاي أبحث عن وجوه الناس عن صحبي فلم أعثر على أحد وأدركني الكلال فسألت عن أهل وعن دار لنا فاستغرب الناس السؤال وسألت عن شجر قديم كان يكتنف الطريق إلى التلال فأستغرب الناس السؤال.
أحمد عبدالمعطي حجازي