ورثة فرطوا بالورث..!!
عبدالله الصعفاني

مقالة
المفروض أن العلماء هم ورثة الأنبياء ولكن .. مالنا نرى علماء اليمن موزعين على ثلاثة تجمعات يفرطون في الورث .
· ولو أصغوا إلى الشعب واعادوا قراءة النصوص الربانية والنبوية فإن هناك دورا ينبغي عليهم القيام به لأنه حتى في وجود الاختلاف فإن ذلك لا يمنع ولايبرر عدم الاتفاق على الكلمة السواء .
· مع كل التقدير والتبجيل هل العلماء عندنا مطالبون بجهود تحقن دماء المسلمين وكلنا في اليمن مسلمون أم أنهم علماء أحزاب ¿ وإذن لماذا تغيب أدوارهم في التوعية بعواقب هذا الاستبساط للدماء ¿
· قد يقال بأن من أدمنوا قتل الناس عند كل تجمع طمعا في المزيد من إزهاق الأرواح والمزيد من نزيف الدماء استنفدوا فرص الاستماع إلى صوت الدين وصوت العقل وصوت الضمير الإنساني ولكن ..هل من دور للعلماء في توعية وتنبيه من اختاروا دور الحاضن أو المتواطئ أو الساكت عن حقيقة علو شأن دم المسلم حتى أمام هدم الكعبة حجرا حجرا .. وفي الحدود الدنيا هل فات هؤلاء أنه ليس من المروءة أن تتعدد صور القتل فلا يحركون ساكنا أو يسكنون متحركا ¿
· جريمة قتل جماعي أمس في ذمار وقبل ذلك في إب والقائمة تطول ولا من موقف سوى هذه المراوحة في أحاديث ممجوجة أو التبرير تماشيا مع مصفقين أو متواطئين يبررون لجرائم القتل بمهارة محامي الشيطان.
· وإذا كانت مسؤولية الدولة بأجهزتها الافتراضية هي أن تغادر مخدات النوم وتلتفت إلى واجب الاهتمام بالحدود البحرية والبرية وترفض أن يتحول اليمن إلى حديقة لفائض الإرهاب المتنامي في المنطقة العربية بفعل فاعلين محليين وإقليميين ودوليين فإن المسؤولية كبيرة على كل من له علاقة بقضية التوعية والتوجيه والتنوير حتى لايشعر كل واحد منا بأنه مسمار في ماكينات وإن استهدفت خصما سياسيا إلا أنها في الأخير تطال الدم اليمني إذ كيف للحزام الناسف والسيارة المفخخة أن تفرق بين زيد وعبيد وسعد ومسعود أو بين كبير وطفل والجميع يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
·هل أذكر هؤلاء وأولئك الصامتين أو المحرضين أو الذين يرون في التفخيخ تصفية حسابات سياسية بما حل بالطفولة البريئة في رداع وكم أبرياء قضوا في حوادث التفجير والتدمير ¿
· يستهويني أن أفرح بالذكرى العطرة لميلاد سيد البشرية وجميل لو يكون في مجيء عام جديد فرصة لأن نرفض الكآبة ولا نفقد الأمل وأن نقول كلاما يجدد الآمال الواقعية عند الأجيال ولكن.. كيف وقد توارى القادرون على أن يخاطبوا فينا الفطرة السليمة والدين القيم والكف عن كل هذا التهريج السياسي.. تستهويني فكرة الفرح ولكن كيف وبيننا من يغتال كل شيء فلا يستثني حتى الجمال و البراءة .
· وبعد الدعاء لزميلنا عبدالحكيم مقبل مدير الثقافة في إب بالشفاء من إصابته ضمن جريمة المركز الثقافي في إب .. وبعد الدعاء لكل ضحية بالرحمة أو الشفاء أشعر بحزن مضاعف على النشاد الصغير حمزه الغرباني وكل الضحايا الأطفال .
· لقد ردوا على جمال صوت حمزة بقبح التفجير .. ردوا على أنشودته ” في خاطري ” بحزام يقتل بالجملة.. ردوا على بشاشته بالجهامة وعلى نشيده للحياة بتصدير الموت !
· الله المستعان .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .. واللهم صل وسلم على من جاء رحمة للعالمين .