حلول ثورية …¿¿

عبدالرحمن بجاش


 - ضحكت ليس سخرية بل امتنانا ربما لزميلي المدرس بالجامعة وقد سألني: كيف تقدر تكتب كل يوم¿ من أينا – بلهجة الحجرية – تندي كل يوم خبابيرك¿, لأنه صديقي فقد قلت ضاحكا:
ضحكت ليس سخرية بل امتنانا ربما لزميلي المدرس بالجامعة وقد سألني: كيف تقدر تكتب كل يوم¿ من أينا – بلهجة الحجرية – تندي كل يوم خبابيرك¿, لأنه صديقي فقد قلت ضاحكا: أذهب كل جمعة بزنبيلي إلى السوق واملأه للأسبوع التالي..علق فقط (لعين) ومضينا, هذا المدخل لا بد منه, لأقول إن مشاكل هذه البلاد المرتبطة بالتخلف تمكن كل صحيفة يومية من أن تصدر أعدادا وليس عدد واحد, أقول مرة أخرى أن المشاكل المتراكمة والمستفحلة في حياتنا بحاجة إلى مسؤولين استثنائيين, قادرين على اجتراح الحلول, لأن مشكلة متراكمة ومستفحلة كالتعليم مثلا بحاجة إلى حل ثوري, أما المياه فتحتاج إلى معجزة, ومسؤول قادر على اجتراح المعجزات إن صح التعبير ورأسه شلال من الأفكار, أما محو الأمية كمدخل للارتقاء بوعي الأم والأسرة والعائلة فبحاجة إلى رجل حالم وثوري في أعماقه, والجامعة أي جامعة بحاجة إلى رئيس جامعة فنان مبدع, كما هي المدينة ليست بحاجة للمهندس العقيم بل إلى فنان رسام تشكيلي, والتنمية بحاجة إلى رجال كبار بحجم المعضلة الاقتصادية, أما السياسة فبحاجة إلى رجال يبكون فرحا حين يحققون, مش يبكون عجزا وفشلا واستدرار للعواطف, حين أشير لهذه المجالات فليس إسقاطا على من يتسنمون قمم الوزارات القائمة أو الجهات التي أشرت إليها, أنا أتحدث بشمول وتكافؤ, إذ يضحكني الأمر المتكرر والبليد, ما يتردد مع مجيء كل حكومة أن معظم مسؤوليها يكررون عبارة سمجة (وأولى مهامنا إعادة هيكلة الوزارة), يكون من سبقه قد قال نفس الهدرة, وزميلي محمد عبدالماجد يتندر دائما مع مجيء كل حكومة باستثناء الحالية, فقد ظل طوال سنوات يجرد عبارة (تحديد الأولويات) كم تكررت فوجدنا المرات بالمئات!!!, فقد قضى الاجتماع بتحديد أولويات الحكومة أو الوزارة وهكذا كل مرة, وفي الأخير لا أولويات ولا إعادة هيكلة!!, حتى الهيئات إياها, فقد أضحكني أحد مسؤوليها لترديده عبارة (أولى مهامنا إعادة هيكلة الهيئة) ومن سبقه قال نفس الكلام, يبدو أنهم يقصدون أحمد الهيكل رحمه الله الرجل الأثير على نفوس كثيرين جدا من الناس!!!, للأسف لم نر إلى اللحظة المسؤول الحالم والجريء والذي لا ينتظر التوجيهات, البلد بحاجة ماسة إلى المسؤول الذي يكسر القواعد المترهلة والتقليدية, فلا يوجد حسب علمي قرآنا منزلا حتى في النظريات فالعلم كل يوم يتطور بسبب الباحثين والدارسين الذين لا تنقصهم الجرأة , ولنتذكر أن اديسون لم يصل إلى اختراعه المعروف إلا عن طريق الأخطاء التي صمم على قهرها حتى وصل, وفي الطريق تعلم أشياء كثيرة, وذلك الذي أسس بنك الفقراء في بنغلاديش, لم يركن إلى جيبه بإعطاء كل من يمد يده بعض القروش بل حلم بما هو أكبر – كيف يحل مشكة الحاجة حلا جذريا – فأسس بنك الفقراء, وهائل سعيد كان حالما, وعقلان ومحمد سعيد الغنامي كانا أصحاب هدف, الإدارة فن, والإدارة موهبة, والإدارة وهذه ربما من عندي (حلم), فما لم يكن المسؤول صاحب حلم – مش حلم يقضة -, فلن ينجز, لأنه ليس مقداما ولا جريئا, ومشاكلنا أصبحت مستعصية, وتريد المسؤول الشجاع بثقة بالنفس واحترام لقدرات الآخرين أيضا, لأننا عانينا أيضا من وجود مسؤولين شجعانا لكن تقهرهم (الأنا), الإداره كفن لا تستحمل المسؤول الأناني, والمتكبر, وذلك الذي لا يمتلك في شخصيته اللمسة الإنسانية, وخذوا من مهاتير ومن محمد بن راشد المثل والأنموذج, زد على هذا فالمسؤول الذي يظل ينظر إلى ما بين قدميه, ولا يذهب بعينيه إلى الأفق , فلا تتوقع منه حلولا, طالما أعجبت بباجمال حين كنت أراه يعزف على العود ما يستنكره البعض عليه, لكن عزف باجمال على العود جزء مهم من شخصية رجل الدولة الإداري الكفء, فالفن يقهر العقم في النفوس أن أردتم , فالمسؤول الذي لا يهوى الموسيقى والفنون ثق من الوهلة الأولى أنه سيظل في الحفرة اياها إلى ما شاء الله شاطر فقط في تصفية العهد!!, وخلاصة الأمر هذه البلاد بحاجة إلى مسؤول استثنائي حالم وصاحب رؤية وهدف وفنان, فسيكون عندئذ بحجم مشاكلها الاستثنائية.. فالعقم بالتأكيد لا علاقة له بعلم الإدارة.. ولا بالإنجاز.

قد يعجبك ايضا