مطار صنعاء البوابة الواحدة والبوابة الألف

حسن الوريث

مقالة


 - رئيس الوزراء يتفقد مشروع التوسعة الجديدة لمطار صنعاء وقبله وزير النقل اطلع على المشروع خمس مرات في أسبوع ..  وربما يتم الترتيب مع شخصيات وقيادات سياسية أخرى
رئيس الوزراء يتفقد مشروع التوسعة الجديدة لمطار صنعاء وقبله وزير النقل اطلع على المشروع خمس مرات في أسبوع .. وربما يتم الترتيب مع شخصيات وقيادات سياسية أخرى لتفقد سير العمل في مشروع التوسعة الجديدة باعتبارها المشروع المنتظر لإخراج مطار صنعاء من حالته المزرية والمتردية التي لا تشرف أي مواطن يمني بل وتجعلنا كيمنيين نخجل عندما نسافر إلى أي دولة أخرى ونشاهد مطارات العالم ونقارنها بما نسميه نحن مطار صنعاء الدولي.
بالطبع فإن مشروع التوسعة الذي شغلنا به العالم وجعل كل مسؤول حكومي بدءا من رئيس الوزراء يعرجون عليه لتفقده عبارة عن صالة تكلفتها لا تزيد عن 300 مليون ريال وتشمل عدد من المحلات التجارية ومقرات لبعض الشركات والمكاتب وفروع الجهات الخدمية وليست المشروع الذي نطمح إليه جميعا .. ونتمنى أن نشاهده في بلادنا فكلنا نعرف أن المطار عبارة عن بوابة واحدة للمغادرين وبوابة واحدة للواصلين وكل الركاب المغادرين والواصلين لا يجدون غيرهما وإذا كان هناك أكثر من رحلة في وقت واحد نجد ازدحاما على الخروج من البوابة الواحدة ويمكن لأي شخص سافر إلى أي دولة أن يجد فرقا كبيرا وشاسعا..
أقل مطار يحتوي على مائة بوابة وكلما تدرجت في السفر إلى دول أكبر يرتفع عدد البوابات إلى أن تصل إلى ألف بوابة وربما أكثر ونحن مازلنا نبحث عن البوابة الثانية.
يمكن والله أعلم أن سبب الزيارات لهذا المشروع يأتي على اعتبار أن مقاول المشروع هو أحد المسئولين على تنفيذ المشاريع في هيئة الطيران والمطار أحد مكوناتها ويريدون أن يفتخروا بتجربة جديدة تتمثل في أن يكون المسؤول عن المشاريع في أي جهة هو المقاول لمشاريعها ليتم تعميمها على بقية المشاريع سواء في الهيئة أو في الجهات الأخرى.
لم يفكر أحد في بناء مطار جديد بمواصفات عالمية يكون بوابة مشرفة لليمن وكنا سمعنا كثيرا عن مشروع المطار الجديد الذي صار له سنوات عديدة لم يكتمل وواجهته عراقيل كثيرة أقلها موضوع الأراضي والتعويضات وفي اعتقادي أن المشروع لن يكتمل لعدم وجود إرادة حكومية قوية ومسؤوليون تتوفر فيهم النزاهة والكفاءة والخبرة التي نفتقدها في بلادنا وإلا لكان هؤلاء المسئولين الذين يغادرون ويعودون كل يوم ويزورون كل بلدان العالم ومطاراتها دون أن تهتز لهم شعرة واحدة قد خجلوا من أنفسهم وعملوا على إنشاء مطار جديد للبلاد لكنهم لا يستحقون أن يظلوا في أماكنهم.
ولا دقيقة واحدة لأن الغيرة على وطنهم وبلادهم مفقودة وإلا لكانوا تبرعوا من مصروفاتهم وبدل سفرياتهم وتنازلوا بها لبناء مطار جديد بمواصفات عالمية يكون بوابة اليمن للعالم ويجعلنا نفتخر بأن لدينا مطار بحق وحقيقي وليس كما هو الحاصل الآن.
مطار صنعاء الدولي على معايير المطارات لا يستحق أن نطلق عليه سوى لقب “فرزة” وربما أن بعض محطات القطارات والحافلات والسيارات في دول أخرى أفضل عشرات المرات منه فهل يمكن أن يجد التفاتة حقيقية وجدية بدلا من مشاريع وهمية كهذا المشروع الذي لن يقدم شيئا جديدا للبلاد.

قد يعجبك ايضا