في ذكرى مولد الحبيب المصطفى..!

خالدالصرابي

 - ما كنا نعتقده هو أن مختلف الصراعات السياسية, والحزبية, وحتى الطائفية ستظل تشغل ذلك الحيز الضيق من مساحة الفكر المتجمد. لكنها ومع الأسف الشديد في طريقها إلى الانهاك الكلي فكريا وجسديا..
ما كنا نعتقده هو أن مختلف الصراعات السياسية, والحزبية, وحتى الطائفية ستظل تشغل ذلك الحيز الضيق من مساحة الفكر المتجمد. لكنها ومع الأسف الشديد في طريقها إلى الانهاك الكلي فكريا وجسديا..
بعنوان بارز عبر صحيفة “عكاظ السعودية” يقول مفتي المملكة بأن الاحتفال بذكرى مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم “بدعة” ولا يجوز! طبعا هذا الانتقاد يأتي بالتزامن مع موعد الاحتفال بالذكرى التي استعدت لها بلادنا بشكل كبير.
ما قاله مفتي المملكة بالتأكيد لم يأت من ناحية الشعور بالمسؤولية ومنبع الصدق في الحديث بقدر ما هو مجرد حقد يهدف من خلاله إلى تشويش الفكر العربي والمسلم بجماعة “أنصار الله” التي هي جزء من الشعب اليمني والإسلامي لأنه يدرك وكل من تقبل رأيه بأنهم ليسوا على صواب, وإذا أرادوا أن يكونوا كذلك فعليهم توجيه هذا النوع من النقد تجاه الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية “الكرز مز” الذي دائما ما يقام بطريقة لا تمت لقيم ومبادئ الإسلام بأية صلة تذكر كونه لم يعد يقتصر على مواطن منبعه في دول الغرب, وبلاد المسيح فقد أصبحت العديد من بلدان العرب والمسلمين تتبع النهج ذاته.
ومن المؤكد أن أصحاب تلك الفتوى, والرأي الشخصي المتبع لها لن يسمع لهم صوت أو حتى سطور كتابية تجاه هذا الاحتفال الذي يعد عبثا إنسانيا صارخا بالقيم والأخلاق الإسلامية والتي من أجلها بعث رسول الأمة سيدنا “محمد” الصادق الأمين ..هذا بالإضافة إلى (بدعة) ما يدعى بعيد الحب الـ”فالنتين”..
يا ترى هل يدرك أصحاب تلك الاعتراضات بأنهم ومن خلالها إنما يجحدون بالمكانة والمنزلة العظيمة لخير خلق الله “محمد” بشير نور الله في الأرض!! وهل يشعرون بمدى جهلهم ومخالفتهم لحقائق الاحتفاء بذكرى مولد من أفنى حياته في سبيل الله والأمة التي علمها أمور الدين!! قال تعالى: (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون) صدق الله العظيم.
نعم كان الرسول الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه يحزن كثيرا على أمته ممن لم يطيعوا أمر الله عز وجل, وتلك الحسرات هي خوفا منه ورحمة عليهم من شدة عذاب يوم القيامة.
فما هو الضرر الذي قد ينجم عن الاحتفال بذكرى مولد صاحب الخلق العظيم, ومعلمنا الأول قيم ومبادئ الأخلاق¿! بالتأكيد لا شيء يذكر مقابل تدني مستوى وعي الأمة الإسلامية وابتعادها عن الحقائق السماوية.
إذا كان الإنسان من مختلف الديانات الإسلامية, والمسيحية, واليهودية, وغيرها – يحتفل بذكرى عيد ميلاده , وأبنائه , وزوجه, وأصدقائه كرمز متعارف عليه بين سائر شعوب العالم. فكيف لا نحتفل بذكرى مولد سيد الأمة ورسولها الأعظم¿! أم أن هناك خصائص حتى في الانتقادات المركزة والموجهة إلى جهة معينة بقصد إثارة الجدل حولها, وهو ما لا يمكن للعقل البشري تقبل أسلوب يتخذ من أحد الثوابت الدينية والعقائدية خطا لصراع لا يجوز حوله مهما كانت الأسباب والظروف…

قد يعجبك ايضا