كيف تحولت داعش إلى غول وبعبع مرهب لأعدائه¿:-

أ.د.عمر عثمان العمودي


 - 
السؤال المهم والمطروح على الساحة العربية وعلى الساحة الدولية هو:كيف تحول تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى غول وتنين وبعبع مرهب ومخيف لأعدائه ولمن صنعه معا¿ وكيف تحقق له ذلك وفي فترة وجيزة لا تزيد عن ثلاثة أعوام لا غير¿ كيف حدث ما حدث

السؤال المهم والمطروح على الساحة العربية وعلى الساحة الدولية هو:كيف تحول تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى غول وتنين وبعبع مرهب ومخيف لأعدائه ولمن صنعه معا¿ وكيف تحقق له ذلك وفي فترة وجيزة لا تزيد عن ثلاثة أعوام لا غير¿ كيف حدث ما حدث وما هي الأسباب وكيف تفرد لوحده بهذه الخصوصية¿ ولماذا لم تتطور مثله التنظيمات المسلحة الأخرى المقاومة للحكم السوري وعددها لا يقل عن عشرة تنظيمات وأكثرها ذات طابع ومضمون إسلامي¿ماذا عن عدد عناصره القتالية ومن هم¿وماذا عن قدراتهم القتالية ومعنوياتهم ومدى إيمانهم بالإيديولوجية التي يحملونها وبالأهداف التي يسعون إلى تحقيقها¿ هل كان في الأساس من أجل إسقاط النظام السياسي السوري وتحجيم الدور الإيراني واستنزاف موارده المادية والبشرية في العراق وبلاد الشام ثم انقلب على سياسات وأهداف من صنعه مستقلا بنفسه وبأهدافه الخاصة¿
الآراء والمعلومات الإقليمية والدولية حول داعش كثيرة جدا ومتضاربة كثيرا, لأنها كلها أو جلها مسيسة ومتباينة المصالح القومية للقائلين بها ولا تعبر عن الموضوعية بشكل يذكر ولذا نقول إن جوهر ومضمون الحياة السياسية في الواقع وعلى أرض الواقع هو عبارة عن صراع وتنازع بين جماعات مختلفة المصالح والأجندات محليا وإقليميا ودولياوهكذا هي الحياة البشرية ولله في خلقه شؤون وشؤون والله المستعان وكما يقول الله في الآية القرآنية الكريمة((ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)).
يبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية عندما شعر بقوته وتفوق عناصره في القتال والخبرات القتالية وفي المعنويات مقارنة بالتنظيمات العسكرية الأخرى أراد أن يلعب لحسابه الخاص وقد ساعدته الظروف المحلية في سوريا والعراق وعلى النطاق الإقليمي والدولي في الوصول إلى ما وصل إليه من توسع وهيمنة على مساحة من الأرض تزيد على مساحة دولة لبنان أكثر من(15) مرة ولكن العبرة كما نقول دائما ليس فقط في تحقيق النجاح بل في كيفية المحافظة عليه والمحافظة على النجاح أصعب من بلوغه.
يتساءل ويتناول الكثيرون وأنا منهم ومثلهم كيف استولى تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل وتكريت وما حولها في يونيو2014م في مدة وجيزة وبلا مقاومة تذكر من الجيش العراقي الذي كانت له في تلك المناطق أكثر من فرقة وفرقة عسكرية مدججة بالسلاح والعتاد الحديث والمعاصر¿ كيف انهزمت عناصره وهربت تاركة ما لديها من عتاد مهيب للعدو¿ هل كان هذا بفعل مؤامرة محكمة¿ هل السبب هو تخاذل عناصر هذه القوة وضعف معنوياتها¿
قيل ويقال الكثير من الأقوال حول هذا الموضوع وقد اتهمت قيادات شيعية عراقية وإيرانية بأن تركيا وأكراد العراق تآمروا مع داعش ولم يتم إثبات ذلك, لأن علاقة أكراد العراق بداعش لم تكن ودية كما ثبت ذلك فيما بعد عندما هدد مقاتلوا داعش أربيل عاصمة الأكراد وكادوا يستولون عليها وعلى كركوك وحقولها النفطية وأقترب تنظيم الدولة الإسلامية من مشارف بغداد وعاصمة العراق ولولا تحرك المرجعيات الشيعية في النجف وكربلاء ودعوتهم للشعب للدفاع عنها فلا يمكن لداعش دخولها وهناك عامل آخر أهم من ذلك وهو إيران التي وقفت بالسلاح والخبراء والعسكر الذين أدخلوا إلى بغداد سريعا,وإيران صاحبة النفوذ الأول في العراق يصعب عليها القبول بسقوط بغداد وتدخلها نافذ وقائم في أوضاع العراق وحكومته الشيعية كذلك فإن تهديد أربيل وحقول النفط والغاز في كركوك أثار حفيظة مخاوف أمريكا وحلفائها فوقفوا مع أكراد العراق بالسلاح والعتاد المتطور وبالضربات الجوية ضد داعش مما أضعف من قدرتها في دخول هذه المناطق والاستيلاء على حقول النفط والغاز التي تعد من مصالح أمريكا وشركاتها المسيطرة على هذه الحقول, كما أثار تقدم داعش في الأنبار مخاوف السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ذات الحدود المتاخمة لغرب العراق وجنوبه, ومن غرائب الأمور أن زحف قوات وعناصر داعش لم تتوقف بل استمرت في معاركها في سوريا في الرقة ودير الزور ولبنان ومع أكراد سوريا على حدود تركيا وخاصة تجاه إحدى عواصمهم الكبيرة وهي مدينة عين العرب (كوباني) وصولا إلى الحدود التركية مباشرة وتبع ذلك إعلان قائد داعش أبو بكر البغدادي نفسه خليفة على دولة الخلافة الإسلامية الجديدة التي يسعى إلى تحقيقها تنظيم القاعدة الإسلامي العالمي من أجل إعادة الاعتبار للأمة الإسلامية وتحقيق وحدتها والقضاء على الحدود السياسية القائمة والتي صنعها الاستعمار وعملائه, وقد قادت كل هذه التطورات إلى وقوف أمريكا وحلفائها في الغرب وفي

قد يعجبك ايضا