ماذا يجري ¿!
أحمد سعيد شماخ
أحمد سعيد شماخ –
كان لبعض النخب السياسية والشخصيات الاجتماعية والعشائرية اليمنية الأثر البالغ في السياسية والاقتصاد وفي الجوانب الاجتماعية وقد كانت تلك الحقبة المشوهة سببا رئيسيا في انفجار الحروب الأهلية وفي الصراعات السياسية والمذهبية والقبلية خصوصا منذ ما قبل قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وهذا ما جعل معظم اليمنيين يدفعون الثمن غاليا في الحصول على حريتهم عبر النضال غير انه وبسبب استمرار تلك السياسات التي كانت سائدة سلفا والتدخلات الخارجية بالشأن المحلي اليمني لاعتبار أن اليمن ليست جزيرة معزولة عن محيطه العربي أو الخليجي بل هو بوابته في جنوب الجزيرة العربية ومن المستحيل عزله عن محيطه الاقليمي .
رغم أن هذا البلد يمتلك العديد من الثروات الطبيعية المستغلة وغير المستغلة والموارد المالية التي يذهب معظمها إلى جيوب بعض النخب الفاسدة ’ الا أنه قد تم اغراقه بديون كثيرة محليا وخارجيا وصلت حتى نهاية سبتمبر من العام الجاري 2014الى أكثر من 22,5مليار دولار أميركي ليصبح فيه كل مواطن وكل مولود يولد مدين للداخل والخارج بالآلاف الدولارات ’ وقد لا يستطيع الجيل القادم التخلص من هذا العبء الذي قد يحرمه أيضا من التنمية والنمو والتطور ومن الرفا الاجتماعي ومواكبة التطورات الجارية لعصرهم فكفانا نحن جيل الآباء فيما نعانيه اليوم من ويلات هذا الحرمان من فقر وبطالة وانخفاض للأجور والمرتبات الذي يقابله زيادة جنونية لأسعار السلع والخدمات وتدهور حاد للحالة المعيشية على نطاق واسع دون أن يكون هناك أي اعتبارات أو اهتمام من قبل الدولة للجوانب الاجتماعية’ فعلى صعيد متصل هناك قضية المهاجرين اليمنيين العائدين من الخارج نتيجة الإجراءات المجحفة التي اتخذتها الجارة السعودية بحقهم والتي نتج عنها مشكلات متعددة دون إيجاد أي فرص عمل جديدة أو حلول عاجلة أو جدوى لاستيعابهم وحل مشاكلهم . إن غياب الشفافية في السياسات الاقتصادية والاجتماعية قد زاد الطين بلة حيث صارت تلك قاعدة مطلقة في عقد الصفقات الرسمية المشبوهة فكم من مشاريع ذات قيمة مالية كبيرة أبرمت من خارج جداول الأعمال وبالطرق الملتوية في دوائر ضيقة مغلقة لقد قامت حفنه من الفاسدين والقادمين من ذوي المراكز والنفوذ الحساسة في البلد والذين أصبحوا اليوم إحدى الركائز المهمة ’ حيث أصبح المال مصدرة هو القيمة المرجعية ’ كما أن حركة رؤوس الأموال والمضاربات قد جعلت اليمن ترى نفسها خاضعة لاستغلال مواردها الاقتصادية يغتني فيه بعض قادتها ونخبها السياسية والعسكرية بطرق مشبوهة ’ ولهذا يمكن القول أن المذهبية والعشائرية سواء في اليمن أو غيرها من بلدان العالم قد فشلت في أن تؤدي إلى بناء أو إقامة أي دولة متقدمة تخرج تلك المجتمعات من عنق الزجاجة أو أن نراها اليوم هي قصة نجاح أو مثال يمكن الاقتداء أو الاسترشاد به بل على العكس من ذلك أصبحت كوسيلة لهدم الدول والمجتمعات الموحدة ولنا عبرة في ذلك لما يحدث اليوم في العراق وغيره من العالم والتي جرى ترسيخ تلك المكونات والأعراف غير المكتوبة للبنيان السياسي في الممارسات العملية وبانعكاساته الخطيرة على أغلب المؤسسات وفي البنيان السياسي والاجتماعي والقانوني للدولة واستقرارها وهذا في الواقع كان سببا مباشرا لمعظم مشاكل تلك المجتمعات الذي تعيشه اليوم ولنا عبرة فيما تعيشه اليوم كل من العراق وسوريا واليمن والبحرين وبعض البلدان الإسلامية وغير الإسلامية فالقوى الاقليمية والدولية والدور السلبي الذي تلعبه في هذه البلدان يتمثل في التدخل المباشر وغير المباشر في الشئون الداخلية وزرع الفتن والهواجس الطائفية والحزبية التي يدعو إليها حزب أو طائفة أو مذهبا ضد أخرى قد دفع ذالك باتجاه تدخل قوى خارجية لصالح مذهب أو طائفة أو حزب يقابله لجوء نظيراتها من الطوائف أو المذاهب الأحزاب الأخرى إلى الاستنجاد بقوى خارجية وهذا ما جعل الثقافة المذهبية والطائفية أو الحزبية في هذه المجتمعات تتراجع, وتوجد التقارب والاتفاق على إيجاد هوية مشتركة تستوعب الجميع ولهذا ينبغي ان يدرك الجميع ان اليمن هي جزء لا يتجزأ من الأرض ومن المجتمع العربي ثقافة وتاريخيا وأصالة ومعاصرة ومصيرا واحدا مشتركا رغم أن هناك من يقول اليوم أن عدالة توزيع الثروة والمال ومحاربة الفساد ومعالجة مشكلة البطالة في هذه البلدان سالفة الذكر تأخذ منحنى وبعدا طائفيا وحزبيا ولمعالجة هذا الأمر وفقا لما أعتقده