القطـار
علي أحمد عبده قاسم
يبدو منظره مهيبا كل النوافذ صقيلة والجسد مبهر!! حركة خطوته موسيقى توقع الأنغام العذبة فتسلب الروح استنادته مثيرة حتى الغرف منفوحة بمقاعد مريحة هيئته فتية كل ملامح الجسد مرتبة بانتظام إلهي.
يأتي إليه قلة من الذين يرغبون امتطاء صهوة جماله لهم نفس الملامح التي يتزين بها ذلك القطار يقبلون بلهفة وشوق لكنه لا يزال ساكنا لا يتحرك إلا مسافات لا تتعدى الأمتار بسحر يسلب الألباب.. لا يتحرك إلا إلى تلك الأمتار والحالمون يبحلقون في تلك الحركة وينصتون للأصوات الموقعة من بين قدميه كأنها السحر ورب القطار يتبختر دون أن يلتفت لأحد وكأنه أصابته خيلاء التؤدة والجمال تأتي من قطار فتي مدهش يقبل إليه أحد الحالمين ببلوغ صهوة القطار الساحر ويقف أمام مالكه.
لم لا يكون الوقت قد حان لأن يتحرك هذا القطار ليصل بالروح إلى غايتها¿!
فيرد: لم يحن الوقت بعد ليمارس القطار رحلته الطبيعية.
ما يزال أمامه الكثير من الأهداف حتى يتحرك بعيدا عني.
أنا من يرسم له السكة الآمنة للتحرك والسير!!
يعود الحالم منكسا رأسه مخيبا أمله بالفوز بقطار حلم.
كل الحالمين ينتظرون التحرك ويشنفون آذانهم لصفارات الموسيقى والتي تعلن بداية رحلة العمر.
لكن القطار باق مكانه لا يتزحزح إلا أمتارا رسمها له مالكه وهو تحول من جسد ساحر إلى جماد صلب لا يستطيع أن يقرر موعدا لرحلة العمر مجبر على الذهاب والعودة في الأمتار. يمر الزمن والقطار في حياة رتيبة لا يتحرك إلا في النواحي المحدودة التي حددها المالك المتعجرف والحالمين يقلون بل بعضهم نفر من تعجرف المالك وتقدم الزمن بذلك القطار المدهش السريع وتحولت ملامح الجمال إلى صدأ وتجاعيد في الوجه والجسد انقلب الجمال إلى قبح والجدة إلى قدم لم يعد القطار الفاتن ينظر إلى ملامح وجهه في المرآة لتراكم الحزن وتقدم الزمن.
يقف أمام روحه محدثها: لöم لم تتحقق الأحلام¿ ولم تتحقق الأهداف¿!! ويضيع العمر وضاعت الرحلة وشاخت ماكينة الجمال!!!