سعداء السعيدة والأزمات!
علي بارجاء


لا يزال تراثنا الشفهي قديمه وحديثه يمدنا بما نحتاج حين نعجز عن توصيف معاناتنا وما آلت إليه حالنا في كل مرحلة نمر بها. حين رضي الإمام يحيى بشروط صلح (دعان) الذي وقöع بينه وبين العثمانيين بعد سنوات من نضال الشعب لطرد الاحتلال العثماني. لم يجد الشاعر زاهر عطشان توصيفا لقبول الإمام بالصلح سوى بقوله:
قالوا سبر صلح دعان حين سدوا الرجال
وما درينا عليش تموا وكيف المقال
ما غير ليش ما يسدوا قبل بöدع القتال
عليش سرنا وجينا في السبال والجبال
لا سيرتك ما تفيدك ما يضر الجلوس
لم يكن الإمام مخطئا في ما فعله لأن استقرار الوطن أمر لا يعلى عليه. بغضö النظر عما كان في الأمر من غبن وتفريط. ومنذ ذلك اليوم الذي حدث قبل قرن وثلاث سنوات من الزمان وحتى اليوم والوطن لم يستقر وظل الشعب يشهد الأزمات والصراعات جنوبا وشمالا وكان الحوار هو الحل الذي يوفöق بين الأطراف ولكنه لا ينهيها بل يردمها برهة لتثور من جديد.
الاتفاقات التي تتخذ أساليب الترقيع لا تحل ولا تنهي المشكلات لأنها كالأورام الخبيثة في الجسم لا تعالجها الأدوية والحقن ولا يمكن التخلص منها إلا باستئصالها بعملية جراحية. في هذا المثال تشخيص لكل ما يعاني منه الوطن الذي لم تستطع الثورات المتكررة أن تحل مشكلاته وأزماته والصراعات الدائرة بين أطرافه المعنية.
ما زلنا عند كل منعطف نحسب حسابا للتوازنات التي لم نجنö منها غير تعميق فجوة الصراع وتنامي مراكز القوى على حساب الدولة التي بالمقابل وبسبب ذلك يدب الضعف فيها وتتهاوى قوتها وتكل قدرتها على اتخاذ قرارها كدولة تحفظ النظام وتنفذ القانون ضد الجميع سواء بسواء عند اقتراف كل ما ينافي الأنظمة والقوانين حتى لو كان من اقترف ذلك رئيس الجمهورية نفسه.
إن مشكلتنا هي في التقاعس والتهاون عن أداء واجباتنا التي نحن مسؤولون عنها ومكلفون بها, والتباطؤ والتسويف في تنفيذ كل ما يعود على الوطن والشعب بالخير. إن من ارتضى أن يتحمل أمانة الوطن والشعب فإما أن ينجز ويحقق ما يحتاجه الشعب أو أن يدع الأمر لمن هو أجدر به وأقدر عليه. فلم تعد الشعارات البراقة ولا الوعود الخلابة قادرة على الإقناع. الشعب في عجلة من أمره لأنه يريد أن يعيش عيشا حرا كريما في عدالة ومساواة وأمن واستقرار وتنمية وتطور فقد صبر كثيرا حتى سئم ومل وعلى من يتولى أمره أن يشعر به ويحقق آماله وطموحاته في وطن خال من الفساد والصراع والدمار. وبخاصة أنه يعيش في دولة تحيط بها دول غنية بثرواتها. فكيف يصدöق أن وطنه هو الفقير. ألم يقل المثل السائر: (من جاور السعيد يسعد¿) كيف لا وبلادنا اسمها السعيدة! ألا ينبغي منطقيا أن يكون لنا من اسم بلادنا نصيب لنكون أكثر سعادة من غيرنا¿!
للتمعن:
قال الشاعر حسين المحضار:
كلما تفاهمنا با نلتقي
حطö العواذل في طريق اللقاء شخúره
ما ادريت انا أو أنت كان الشقي
أو كلنا في الحب حاطت بنا القدúره
أنت الطمع قاتلك والغره
وانا مراعöي الوöدö والعöشره
والقطöع فينا والعواذل يضحكون
لا قد صلحúنا أمúرنا أمر العواذل با يهون
وقال أيضا:
أزمة وﻻ زالت
عروقها سبحت وأغصانها طالت
وآﻻم وتúوالت
إن قلت كفöي امطرت وان أمطرت سالت
سيل السهالة
شلö الضمر والسدود
من خان له ﻻ يعود
ما دام نحن اتفقنا عالوفا بالعهود
من خان له ﻻ يعود
وقال الجابري:
أزمة وعدت وكلö شدöه تزول
أنت السبب من غيرك المسؤول
كل الذي بيني وبينك راح
ما فيه داعي للمجöي والمراح
خلاص بعد اليوم ما لك قبول
ما في الصراحه عيب يا ابن الأصول.
