بين نارين !!
عبد الرحمن بجاش

صاحبي خريج جامعة بلا وظيفة, أستطاع أن يقنع صديقا له فتولى العمل وراء مقود تاكسي يملكه , على أن يوفر للمالك خمسة آلاف ريال في اليوم وما زاد فله , وبالطبع هو من يعبي البترول !! , قال: أصحو عند الخامسة فأبحث عن ثمة أمل , فأبدأ بصديق عزيز يرسل لي يوميا نفس الرسالة: (( أنضم إلى جماعة ترديد ..حسبنا الله ونعم الوكيل )) فأقول : ونعم بالله , واردد رجاء وثقة بالله ارحم الراحمين , وأزيد كما علمتني أمي (( يا فتاح يا رزاق يا قاضي الحاجات اقض أمورنا يا الله )) , وأهم بالخروج , لكن الإدمان اللعين يسحبني إلى القنوات ومواقع الفتنة (( الالكترونية )) , فاخرج من البيت مهموما حتى النخاع , خائفا , قلقا , ليس من الموت , فأنا أؤمن به , وأؤمن بأن علاقتنا الأولى والأهم ومن سنعود إلى بداياتها (( التراب )) ونحن من التراب إلى التراب هكذا خلقنا أحم الراحمين , فقط أنا وغيري نبحث عن قبر في وطن !! هل هذا كثير علي وعلى غيري ¿¿¿ , هذا واحد من الناس يطحنه الهم العام , الآخر هو صديق كتب رسالة في صفحته في الفيسبوك بهذا المعنى (( أريد مصدرا واحدا صادقا استقي منه المعلومات الصحيحة )) , صديق ثالث هو فيصل العواضي يستنجد من عدن (( ضبحنا من الكذب , أرجو من أي صديق قريب من شارع المطار أن ينقل الينا حقيقة ما يحدث )) , هؤلاء وغيرهم من حقهم أن يقلقوا على أنفسهم, وأولادهم, وأجبابهم, ومن حقهم كحق من حقوق الإنسان أن يحصلوا على المعلومة الحقيقية )) يحاكم مصدرها إذا كذب , وامرأة من زائرات بيتنا أسمعها تصيح في وجه ابنتها بواسطة التليفون (( أسرعي روحي البيت الطيارات ضربت …….أسرعي )) وأهب أنا أسألها : من الذي قال لك ¿¿ – حقكم الصحافة , فافتح صحافة نت – وهو على أية حال مجرد قارئ – لأجد الضخ المرعب من الكذب , فأعود أحلف لها أن ما قرأته كذب و (( اتصلي ببنتك )) طمنيها !! , أصبح المواطن يعيش بين ناري اليأس والرجاء , هذا المواطن نفسه الذي تطحنه الأسعار , وهموم ما أنزل الله بها من سلطان , على الأقل فمن حقه أن يقرأ المعلومة الصادقة, من حقه أن يسمع بايقاف هذه الصحيفة التي تكذب, والموقع الذي يلفق , يكفي أن نظل نضحك على أنفسنا باسم الديمقراطية , ونقتل الناس بها كل لحظة , فالديمقراطية أيضا حقوق , وواجبات , وليست فوضى ,وإلا لم صاغت الأمم قوانين ¿¿ ,أليس من أجل الوقوف في وجه التجاوز والعبث , من أجل الوقوف في وجه المستهترين بالحياة , أقولها لمن يريد أن يسمع (( الناس متعبون )) من التاجر الحقيقي, إلى سائق التاكسي, إلى صاحبي , إلى صاحب الطاحون والورشة …..أقول فقط اتقوا الله في الناس ….
