أنا مع اليمن

أحمد غراب

 - 
أسوأ ما يمكن أن تواجهه في اليمن أن تكون " مستقلا " .
 الناس ما يصدقوش لازم تصنف نفسك وإلا فهم سيصنفوك بحسب تصانيفهم إذا ما حصلوا لك حز

أسوأ ما يمكن أن تواجهه في اليمن أن تكون ” مستقلا ” .
الناس ما يصدقوش لازم تصنف نفسك وإلا فهم سيصنفوك بحسب تصانيفهم إذا ما حصلوا لك حزب ح يدبروا لك حركة أو جماعة أو أو وإذا لم ح يلبسوك طاقية الإخفاء ويخترعوا قصص عنك أعظم من جيمس بوند وممكن يرقوك إلى تنظيم سري .
أما الرتبة ومستوى التصنيف فذلك يتم بحسب نوعية وجودة القات إذا القات قارح بيصنفوك مؤسس وعقل مدبر ومخطط وإذا القات بغرة بيقولوا
حتى في الانتخابات يظنوا أن المستقل رشح نفسه لكي يشتت الأصوات.
اتذكر مرة دخلت قاعة أعراس وكانت ممتلئة فأحد المتحزبين النشطين شال المدكى حقه وجلست بجواره ربع ساعة لم نتبادل فيها سوى كلمتين حياك الله الله يحييك خرجت بعدها اليوم الثاني أشوف نشرة أخبار وهاسية.
اليوم لو تصورت مع فلان الذي ينتمي إلى كذا وكذا فأنت متفق معه
لو شفت علان اللي من الحزب العلاني ماشي طريق وسلمت عليه او ابتسمت له فمعكم برمة وانتم طابخينها سوى ..
يعني المستقل كيف يقدر يعيش في هذه البلاد ¿
يروح يعيش له مثل ماوكلي في غابة وإلا ايش يسوي ¿
عليك أن تحدد وتقول مع من أنت ¿ وإذا قلت لهم أنا مع اليمن يعتبروها إجابة سياسية أو دبلوماسية أو تهرب أو أو ..
حكاية المعية والتبعية والحزبية والقبلية والمذهبية ليست سوى قشور وغلافات مظهرية فلماذا نجعلها الأساس والمضمون والجوهر ونستبدلها بدلا من الوطن واليمن الأعم والاشمل.
كل التصنيفات والتقسيمات تعبر عن جماعات أو فئات أو أحزاب أو قبائل أو مذاهب إلا اليمن يعبر عن الجميع .
كلها لها مصالحها الخاصة ومشاريعها الخاصة وأهدافها الخاصة إلا اليمن أهدافه ومصالحه ومشاريعه كلها عامة ولهذا السبب البلد ضائع وإرادة الشعب تاهت في زحام الصراعات بين المختلفين.
ونعود مرة أخرى لنسأل اليمن يعني أنا وأنت وأنتما وانتم وهو وهي وهما وهم والجميع ولا يمكن أن يكون اليمن يا أنا يا أنت ¿ وكما قال احد حكماء العالم :” إما نعيش معا كالأخوة أو نموت معا كالحمقى”.
اللهم أنا نجعلك في نحور كل من أراد الفتنة لليمن ونعوذ بك من شروهم.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين .

قد يعجبك ايضا