كيف ننقذ اليمن¿!
أحمد غراب
أليس غريبا أن اليمنيين يتعايشون مع كل شيء, الألم, والفقر, والجهل, والخوف, والمرض, والحروب, والأزمات بشتى أنواعها, والحروب و… و… ولا يتعايشون مع بعضهم ¿!!
نحتاج بداية إلى تحديد رؤية مشتركة تجمع الجميع وعلى كافة الأحزاب والجماعات والفئات الاجتماعية ووسائل الإعلام أن تتحلى بالشجاعة اللازمة لتحقيق هذه الرؤية لأنها ستكون بمثابة تحول حقيقي من مفاهيم التسلط والعنف والإكراه إلى أفق وطن أرضه تجمعنا وسماؤه حرية بلا حدود, والأهم أن الجميع سيساهمون في نقل المجتمع من حالة العنف إلى السلام الدائم.
الأمر الثاني نحن بحاجة ماسة إلى شفافية مطلقة في التعامل ومعالجة الأمور والمسائل الحساسة وتجاوز آثارها.
وأقصد هنا استئصال جذور الخلافات والإقصاءات التاريخية ومناقشتها لتجاوز آثارها التي تبدو أسبابا في كل تعصب موجود أو انتماء ضيق وما اعنيه هنا أن تعامل مع التاريخ بحيادية تامة ونخرج من إطار التجديد والتغيير على حساب الطعن في القديم والإقلال من قيمته, ليس من التحضر والترقي بمكان أنه كلما جاءت امة لعنت من قبلها, فلكل حقبة ناسها والجميع أبناء لهذا الوطن لذا يفضل التعامل مع التاريخ بحيادية بعيدا عن التعصب والإساءة لأن ذلك سيجعل التجديد ينحرف عن مساره فيتحول من تحديث للوطن وتطوير لاقتصاده إلى تجديد للثأرات السياسية عبر مراحل تاريخية مختلفة.
لكل شخص اتجاه وتاريخ وفكر يجب فهمه وإعطاؤه حقه وعدم تحويل الاختلاف في الرأي إلى اختلاف يتجذر مع الوقت حتى يصبح عداء ويولد حروبا الوطن في غنى عنها.
نحتاج إلى الاستماع لبعضنا واحترام وجهات النظر المختلفة وعدم إلغاء الآخر .
لا يمكن خلق تحفيز للجميع لإلقاء سلاحهم ما لم يكن هناك عمل مؤسسي يضمن لكل المواطنين بجميع فئاتهم وأحزابهم ومذاهبهم أن يحققوا أهدافهم المستحقة من خلال الحوار والمشاركة دون الحاجة إلى العنف.
على وسائل الإعلام بكافة أشكالها أن تتحمل مسؤوليتها في تثقيف الناس حول التعايش وأساليبه وطرقه وثماره بما يخلق التحفيز لديهم ويوضح لهم ماذا يعني أن نكون مجتمعا متسامحا مع بعضه تجمعه رؤية وطنية مشتركة.
باختصار الجميع الآن يدور في حلقة مفرغة من الثأر والانتقام والتنافس الهدام غير البناء, وبالتالي لا يمكن الحديث عن أي بناء أو تطور أو انتقال إلى الأفضل طالما ظلت هذه الدائرة تطوق بلادنا.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.